أبا عبدالوهاب.. العم العزيز محمد الفهد العيسى
أعرف حجم الفجيعة في قلبك.. وفداحة المصاب في فقدك.. ومقدار الحزن بين جوانحك.. وأنت تودع ابنك الثاني بعد أن رحل إلى بارئه وترك هذه الدنيا بكل زخارفها وضجيجها ليلقى وجه ربه في مستقر جنانه بإذن الله.
.. وأعرف كيف انتابتك الخطوب.. حيث رحل فلذة كبدك عبدالوهاب قبل سنوات -رحمه الله- ورحلت حبة قلبك فوزية بعده بسنوات قليلة رحمها الله.. واليوم يرحل حبيب فؤادك نزار وقد حل أجله {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}
وأحسب أنك الصابر المحتسب وأنت قوي الإيمان تعرف أننا كلنا ماضون عن هذه الدنيا الفانية.. وأن لله ما أخذ و له ما أعطى.
.. يرحل نزار اليوم وهو نجلك الغالي ليترك في نفسك ونفس والدته وزوجه وولده وبناته حزناً عميقاً وهو البار بكم ابناً أحسنتم تربيته وغرستم فيه خصال القيم ورضيتم عنه في دنياه وتدعون له اليوم في أخراه..
.. أبا عبدالوهاب.. الموت حق ولا راد لمشيئته، وقد بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، فصبراً جميلاً أمام هذا المصاب، والدعاء الدعاء لنجلكم الغالي نزار أن يسكنه الله فسيح جناته، وأن يشمله بعفوه ومغفرته وأن يلهم كل أفراد الأسرة عزاء الصبر وجميل السلوان، وأن يطرح في نجله طراد وإخواته البركة وهم يحملون سيرة أبيهم خلقاً وتواصلاً وصلاحاً.
.. أبا عبدالوهاب
الصبر.. الصبر الجميل.. والاحتساب مع المصيبة.. أجر من الله وهو نعم المولى ونعم النصير والحمد لله على قضائه من قبل ومن بعد.