دبي - واشنطن - الوكالات
أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز لعرضه مبادرة عربية لإحلال السلام في الشرق الأوسط. وقال أوباما إنه ينبغي لإسرائيل والفلسطينيين أن يستأنفوا مفاوضات السلام.. وفي أول مقابلة تلفزيونية له مع قناة تلفزيون عربية منذ أصبح رئيساً للولايات المتحدة أبلغ أوباما قناة تلفزيون العربية الفضائية التي تتخذ من دبي مقراً لها إن إدارته ستتبنى نهجاً أكثر شمولية في علاقاتها مع العالم الاسلامي. وأضاف قائلاً (من غير الممكن لنا أن نقصر تفكيرنا على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وألا نفكر فيما يحدث في سوريا أو إيران أو لبنان أو أفغانستان وباكستان... هذه الأشياء مترابطة). وقال أوباما الذي تسلم مقعد الرئاسة في البيت الابيض يوم الثلاثاء قبل الماضي: إن إدارته بدأت تنفيذ وعود حملته الانتخابية بتسمية السناتور الامريكي السابق جورج ميتشل مبعوثا للسلام إلى الشرق الاوسط وايفاده إلى المنطقة بعد أيام من توليه منصبه.
وتوجه ميتشل إلى الشرق الاوسط مساء الاثنين الماضي. وقال أوباما (إرسال جورج ميتشل إلى الشرق الاوسط هو وفاء بما وعدت به خلال الحملة الانتخابية من أننا لن ننتظر حتى نهاية فترة ادارتي لأبدأ مع السلام الفلسطيني الاسرائيلي. سنبدأ من الآن). وأوضح أن إدارته تريد أن تبدأ بالإصغاء والتحدث إلى الاطراف المعنية في الصراع دون حكم مسبق على مخاوفهم.
وقال (في نهاية المطاف لن نستطيع ان نقول للاسرائليين او الفلسطينيين ما هو أفضل بالنسبة لهم. عليهم ان يتخذوا بعض القرارات... لكني أعتقد ان الوقت حان لأن يدرك الاسرائيليون والفلسطينيون ان المسار الذي يسيرون فيه لن يؤدي إلى الازدهار والرخاء للشعبين، وأنه بدلاً من ذلك جاء وقت العودة إلى طاولة التفاوض).
وامتدح الرئيس الامريكي الجديد خادم الحرمين لمبادرة السلام التي طرحها وتدعو العرب لاقرار السلام مع اسرائيل مقابل انسحابها من الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967. وأضاف أوباما قائلاً (قد لا أتفق مع كل جوانب الاقتراح لكن يتطلب الامر قدراً كبيرا من الشجاعة لطرح شيء بهذه الأهمية. أعتقد ان هناك أفكاراً في المنطقة بشأن سبل السعي للسلام). وأضاف أوباما مشيراً إلى انه عاش في دول إسلامية ولديه أقارب مسلمون (مهمتي مع العالم الاسلامي أن أوصل أن الامريكيين ليسوا أعداءكم). ودعا الناس في العالم الاسلامي إلى ان يحكموا عليه بأفعاله مشيراً إلى قرار اغلاق السجن الحربي الامريكي في غوانتانامو الذي احتجز فيه من يشتبه انهم ارهابيون دون توجيه اي اتهام لكثيرين منهم. وصرح أيضاً بأنه سيعمل على الوفاء بما وعد به بسحب القوات الامريكية من العراق.
وسئل أوباما عن الهجوم الشفهي الحاد الذي تعرض له من زعماء القاعدة المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 قال أوباما (ما يكشفه ذلك لي هو ان أفكارهم فاسدة). وأضاف قائلا (في خطاب تنصيبي قلت.. سيحكم عليك بما تبنيه لا بما تدمره. وما يفعلونه هو تدمير الأشياء. أعتقد أن العالم الاسلامي أدرك ان هذا الطريق لا يؤدي إلى شيء سوى المزيد من الموت والدمار). وفيما يتعلق بايران اعرب أوباما عن اعتقاده بأهمية استخدام كل الادوات المتاحة للولايات المتحدة مع طهران بما في ذلك الدبلوماسية.وقال (من المهم لنا ان نكون راغبين في التحدث مع ايران أن نعبر بوضوح عن مواضع خلافاتنا لكن هناك (أيضاً) مسارات محتملة لتحقيق تقدم). وذكر أن ادارته ستحدد توجهها خلال الاشهر القليلة القادمة. وأضاف (اذا رغبت دول مثل ايران ان ترخي قبضتها ستجد يداً ممدودة من جانبنا).
من جهة أخرى زار أوباما مقر الكونجرس أمس لمحاولة إعطاء دفعة لخطة تتكلف 825 مليار دولار يقول إن ثمة حاجة ملحة لها للحيلولة دون انزلاق الاقتصاد الامريكي نحو كساد أعمق. وجاء اجتماع أوباما مع المشرعين بعدما حقق نصراً على الجبهة الاقتصادية بتصديق الكونجرس على تعيين مرشحه لمنصب وزير الخزانة تيموثي جيثنر. ومع اكتمال فريقه الاقتصادي يأمل أوباما أن يتم اقرار خطة التحفيز الاقتصادي بحلول منتصف فبراير شباط.