جدة - عبدالله الزهراني - تصوير - خليل حدادي
عقدت مجموعة صافولا أمس الأحد مؤتمراً صحفياً بمقر إدارتها العامة بالمركز السعودي للأعمال بجدة، أعلنت من خلاله نتائج المجموعة المالية للربع الأخير من العام 2008م بجانب نتائجها لعام 2008م وأهم انجازات المجموعة وشركاتها الفرعية خلال العام، كما تعرضت فيه بالتفصيل لانعكاسات الأزمة المالية على عملياتها التشغيلية والاستثمارية والخسائر المعلنة والخطوات التي اتخذتها لاحتواء آثار تلك الأزمة، هذا بالإضافة إلى عرض أبرز ملامح خططها المستقبلية والنتائج المتوقع تحقيقها بنهاية عام 2009م والتي تتوقع فيها تحقيق صافي أرباح قدره 800 مليون ريال للعام، كما تتوقع تحقيق صافي ربح في حدود 160 مليون ريال للربع الأول من العام 2009م.
واستعرض العضو المنتدب لمجموعة صافولا الدكتور سامي محسن باروم النتائج الإجمالية لعام 2008م ونتائج الربع الرابع من عام 2008م مشيراً إلى أن المجموعة تمكنت من الاستمرار في نمو عملياتها والذي تعكسه الزيادة الكبيرة في المبيعات السنوية التي تجاوزت 13.8 مليار ريال، أي بزيادة تصل إلى 32% عن العام السابق 2007، مما أكد قدرة المجموعة على المحافظة على ريادتها في الأسواق المحلية والدولية التي تعمل فيها.
وأشار إلى أنه رغم الزيادة في المبيعات إلا أن الهبوط الحاد والسريع في أسعار المواد الخام من ناحية وما نتج عن الأزمة المالية العالمية من انهيار سريع في السوق المالية، ترك آثاره السلبية على هوامش الربحية وعلى صافي أرباح المجموعة خلال الربع الرابع 2008م. وفي هذا الخصوص اتخذت المجموعة قرارات احترازية ومتحفظة بعمل مخصصات إزاء الانخفاض في أسعار مخزونها والتزاماتها المسبقة الخاصة بالمواد الخام وإزاء محفظتها الاستثمارية والاستثمارات المتاحة للبيع بإجمالي قدره 676 مليون ريال. حيث أدي الانهيار غير المسبوق في أسعار المواد والسلع الأساسية منذ أغسطس وحتى نهاية عام 2008م إلى انخفاض في هامش ربح المجموعة في منتجاتها الأساسية، حيث وصل إلى 7% مقارنة بوضعه الطبيعي عند مستويات 17% - 16%. في الوقت نفسه أدى الهبوط السريع في الأسواق المالية العالمية والإقليمية إلى انخفاض القيمة السوقية للمحفظة الاستثمارية للمجموعة. إزاء هذه الانخفاضات قامت المجموعة بتكوين مخصص بقيمة 242 مليون ريال لقاء التأثير السلبي في قيمة المخزون وصفقات المواد الخام الغذائية المتعاقد عليها مسبقاً بالأسعار التاريخية المرتفعة، ومخصص بقيمة 434 مليون ريال مقابل الانخفاض في محفظة المجموعة الاستثمارية. ونتيجة لهذه القرارات الاحترازية، أعلنت المجموعة عن أرباح صافية للعام 2008 بلغت 202 مليون ريال سعودي بالرغم من تحقيق المجموعة خسارة صافية للربع الرابع بلغت 464 مليون ريال.
الجدير بالذكر أن أنشطة المجموعة الرئيسية الأخرى والمتمثلة في قطاع البلاستيك وقطاع التجز ئة شهدت نمواً كبيراً في حجم المبيعات والأرباح الصافية. ففي قطاع البلاستيك، أشار الدكتور باروم أن مبيعات قطاع البلاستيك زادت بنسبة 37% محققة 775 مليون ريال للعام 2008م نتجت عنها أرباح صافية للقطاع بلغت 56 مليون ريال مقابل 44 مليون ريال للعام الماضي. كما ارتفعت مبيعات أسواق بندة بنسبة 35% محققة 6.6 مليار ريال لعام 2008م، وبلغ صافي أرباح قطاع التجزئة (والذي يشمل أسواق بنده وشركة هرفي) 177 مليون ريال لعام 2008م مقابل 51 مليون ريال للعام الماضي. وجاءت هذه الزيادة في الأرباح نتيجة لزيادة حجم المبيعات في بنده وشركة هرفي ووصول تلك المبيعات إلى اقتصاديات الحجم الكبير في عمليات بندة المحلية. وفي نفس السياق أشار د. باروم أنه رغم الربحية المتدنية التي حققها قطاع الأغذية خلال العام إلا أن القطاع كان قد حقق أرباحاً جيدة لفترة التسعة أشهر الأولى من العام المالي 2008م بلغت 253 مليون ريال نتيجة لتحسن أداء العمليات الدولية وانتقالها إلى الربحية، حيث زاد صافي الربح لهذه الفترة بنسبة 80% عن ربحية العام 2007م، إلا أن الانهيار السريع في أسعار المواد الخام والتي جاء أثرها الكبير خلال الربع الرابع اضطر المجموعة إلى تكوين مخصصات مقابل هذا الانخفاض، الأمر الذي انعكس سلباً على ربحية القطاع للعام، ورغم انخفاض الربحية إلا أن قطاع الأغذية حقق نمواً كبيراً في مبيعاته، حيث بلغت 7 مليار ريال مقارنة بمبيعات بلغت 5.8 مليار في العام السابق أي بزيادة قدرها20% عن العام 2007م.
وحول النتائج المتوقعة للعام 2009م، أشار الدكتور باروم إلى أنه ونتيجة لعودة أسعار المواد الخام إلى مستوياتها التاريخية المعتادة تتوقع المجموعة تحقيق صافي ربح قدره 800 مليون ريال للعام 2009م، كما تتوقع تحقيق صافي ربح في حدود 160 مليون ريال للربع الأول من العام 2009م.
أما بشأن المحفظة الاستثمارية وقرار المجموعة بتكوين المخصص المالي الذي وضع إزاءها، فقد أشار الدكتور باروم أن المبلغ الأصلي المستثمر في محفظة الأسهم يصل إلى 500 مليون ريال، علماً بأن الأرباح الرأسمالية المتراكمة التي حققتها المجموعة من محفظة الأسهم خلال السنوات الأربع الماضية بلغت 450 مليون ريال، وبعد خصم المخصص الذي تم اتخاذه نتيجة للخسائر غير المحققة، تظل عوائد الاستثمار في المحفظة إيجابية وتتجاوز 170 مليون ريال. علماً بأن هذه المخصصات ستتحول إلى أرباح في حالة استرداد المحفظة لجزء من قيمتها نتيجة تحسن أداء سوق الأسهم.
وحول استثمارات المجموعة الجديدة، أفاد الدكتور باروم إلا أن المجموعة وقعت مذكرة تفاهم لشراء حصة أغلبية في شركة أغروبروسيسورز (AGRO PROCESSORS) لتكرير الزيوت في الباكستان وقد وصلت مفاوضات هذه الصفقة إلى مراحل متقدمة. كما تم أيضا توقيع الاتفاقية النهائية للشراكة بين المجموعة ومجموعة المهيدب والتي زادت بموجبها حصة ملكية صافولا في نشاط السكر ودخولها في نشاط الأرز. وفي قطاع التطوير العقاري تم توثيق عقد شركة مدينة المعرفة الاقتصادية وتوقيع اتفاقية الشركاء والانتهاء من الدراسات والتدقيق القانوني ويجري حالياً استكمال الإجراءات الخاصة بطرح الشركة للاكتتاب العام. وبشكل عام سوف تسعى المجموعة خلال عام 2009م للاستفادة من الأسعار المنخفضة لمعظم الاستثمارات والأصول من خلال القيام باستحوذات إستراتيجية عبر إعادة استثمار الأرباح التشغيلية والأموال المحررة من رأس المال العامل.