Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/01/2009 G Issue 13263
الثلاثاء 23 محرم 1430   العدد  13263
أطفال الشهداء سيلجؤون إلى استخدام السلاح في المستقبل
برنامج غزة للصحة النفسية: 50 في المائة من أطفال غزة بحاجة لعلاج نفسي

 

غزة - بلال أبو دقة

هكذا تبدو صورة الأطفال الفلسطينيين الذين عايشوا الحرب على غزة بعد هدم منازلهم.. يحاولون إنقاذ الحقائب المدرسية والكراسات الممزقة من بين ركام المنازل، فيما جلست أمهاتهم يبكين فوق ركام منازلهن غير قادرات على النطق ببنت شفة.. وأطفال آخرون في منطقة أخرى في غزة المنكوبة تفقدوا الخراب الذي خلفته آليات الاحتلال.. وأخذوا يجمعون صفائح الرصاص الصهيوني الفارغة، وشظايا الصواريخ، والقذائف المدفعية، وخراطيش الرصاص، متذرعين بأنها معادن نحاسية سيقومون ببيعها لجني بعض المال وسد رمق عائلاتهم التي أصبحت تعيش على قارعة الطريق بعد هدم منازلها.. وإزاء هذه المشاعر المروِّعة انعقدت الألسن وعجزت الكلمات عن وصف ما جرى.. وصور الخراب والدمار والمآسي التي تركتها الآليات العسكرية، تعجز عن وصفها الكلمات.. وإزاء هذه المشاهد يقول الدكتور إياد السراج - مدير برنامج غزة للصحة النفسية في تصريح صحافي خاص: إن نحو 50% من أطفال قطاع غزة بحاجة لعلاج نفسي جراء الصدمات التي تعرضوا لها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأضاف السراج: إن العدوان الإسرائيلي أثر بشكل عام على جميع الفلسطينيين، من خوف وعدم القدرة على حماية نفسه بفعل القصف العنيف الذي تعرض له القطاع على مدار 22 يوماً من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية.

وأوضح مدير برنامج غزة للصحة النفسية بأن أكثر الأعراض التي ظهرت على المواطنين سيما الأطفال منهم هي الخوف والقلق وعدم الرغبة في الأكل (فقدان الشهية)، عدم القدرة على النوم، القفز من النوم بشكل مفاجئ، التبول اللاإرادي قلة التركيز، وأكد أن كثيراً من المواطنين تواصلوا مع برنامج غزة للصحة النفسية عبر الهاتف نظراً لعدم تمكنهم من الوصول للمركز بفعل العدوان الإسرائيلي.

وألمح الدكتور السراج بأن عدداً كبيراً من الأطفال خصوصاً من الذين فقدوا آباءهم سيلجؤون إلى استخدام السلاح في المستقبل كمصدر قوة بفعل ما تعرضوا له وفقدانهم رمز الحماية لهم.

وحمل مدير برنامج غزة للصحة النفسية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن خروج جيل بأكمله يكن الكره والبغض لإسرائيل بفعل ممارساتها.

وبدأ سكان غزة يعاودون الظهور في شوارع القطاع المغطاة بالأنقاض والدمار لانتشال شهدائهم وفحص منازلهم المحطمة بعد 22 يوماً من عدوان إسرائيلي بربري وحشي لاقى تنديداً في مختلف أرجاء العالم.. وأفاق الفلسطينيون في غزة بصعوبة أن ما حدث ليس كابوساً، بل هو حقيقة قائمة على الأرض بكل ما خلفه الجيش الإسرائيلي في أرجاء قطاع غزة.. وإزاء المشاعر المروِّعة انعقدت الألسن وعجزت الكلمات عن وصف ما جرى.. وانتشلت طواقم الإسعاف والطوارئ الفلسطينية طوال ساعات نهار يوم الأحد (من مناطق شرقي حي التفاح وجباليا وجبلي الريس والكاشف ومنطقة العطاطرة والقرم وحي الزيتون شرق غزة) أكثر من 100 جثة من تحت الأنقاض ومناطق التوغل الإسرائيلي بعد تراجع الدبابات الإسرائيلية من شرقي القطاع وشماله، وأعلن د. معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى أكثر 1300 شهيداً بينهم 418 طفلاً و110 سيدات و120 مسناً و16 من طواقم الإسعاف والدفاع المدني و4 صحافيين وخمسة من الأجانب و5450 جريحاً.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد