Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/01/2009 G Issue 13263
الثلاثاء 23 محرم 1430   العدد  13263
أضواء
عبد الله يضع خارطة طريق لنجاة العرب
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

خير الكلام ما قل ودل.. وهو ما فعله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت، فقد أوجز في كلمته أمام القمة ما يجب أن يفعله القادة العرب، دون إطالة ودون تنظير أو شرح لأن الجميع تابع ما حدث في غزة، وعرف فعله كل طرف سواء كان عربياً أو فلسطينيا أو دوليا أو إقليميا، فلا داعي للتكرار والتنظير وتلبس دور (الأستذة) والتسلط على الدول العربية وفرض وجهة نظر واحدة. ولأن الحدث جلل والدماء الفلسطينية التي هدرت في عدوان إسرائيل على غزة غالية علينا جميعاً كعرب، ولأن مصيبتنا لا يحلها إلا أبناؤنا.. ونحن العرب.. وأن الفضيلة أن نعالج أخطاءنا.. والأفضل أن نبدأ بأنفسنا على مبدأ معالجة مشاكلنا وأخطائنا بأيدينا وأن نبدأ بأنفسنا خير من أن يبادر الآخرون بالتبرع للعب أدوار بحسن نية أو توظيف للقضايا والأزمات العربية خدمة لأجنداتهم أو للحصول على موقع قدم وبناء نفوذ على حساب جراحنا.. وإعادة القضايا العربية وعلى رأسها القضية المركزية، قضية فلسطين إلى البيت العربي وأن ينهض العرب جميعاً لحل هذه القضية كل حسب إمكانياته وقدراته هو الذي يوقف تدخلات الآخرين وينهي استغلال واستثمار الآخرين لآلامنا وجراحنا.. وحتى يكون البيت العربي قادرا على معالجة القضايا والأزمات العربية، يجب أن ننظف هذا البيت من أي شائبة تشغل أهل البيت، وعليه ووفقاً لما حدث منذ تفاقم الشقاق العربي والفلسطيني وتدخلات الآخرين، فإن بداية تنظيف البيت العربي هي معالجة الخلافات العربية أولاً بما فيها الخلافات الفلسطينية وحسب فهمنا وفهم الدوائر السياسية بأنه إذا ما تم محاصرة الخلافات العربية ووقف التدخلات الإقليمية التي وسعت شقة الخلافات العربية والفلسطينية على حدٍ سواء، فإن الشقاق الفلسطيني يختفي وتعالج الخلافات فيما بين العرب، لذلك فقد كان موقف خادم الحرمين الشريفين بنبذ هذه الخلافات وتجاوزها مطالباً بالوحدة الحقيقية للصف العربي هو الأكثر استجابة واهتماما لكل المشاركين في قمة الكويت والأكثر تأييدا من قبل الجماهير العربية الذين يتابعون القمة.

أما المحور الثاني من كلمة خادم الحرمين الشريفين فقد حمل موقفا عربيا حاسما من قضية السلام وخاصة فيما يتعلق بالمبادرة العربية للسلام التي وإن حظيت بالدعم وبالإصرار العربي على استمرارها إلا أن قول المليك بأن المبادرة العربية لن تظل مطروحة على الطاولة إلى الأبد، وأن على إسرائيل أن تدرك أن الخيار بين العرب والسلام لن يكون مفتوحاً في كل وقت.

موقف حاسم وواضح غير موجه لإسرائيل فقط بل أيضاً الى الدول الكبرى والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، أن يقرؤوا هذا الموقف بإمعان، فلا يمكن أن يستمر العرب في تقديم مبادرات السلام وإسرائيل تواصل ارتكاب المجازر وانتهاج العدوان لذبح الفلسطينيين.

ولأن الأقوال لابد أن تسندها الأفعال فقد جاء تبرع المملكة العربية السعودية بألف مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار غزة تأكيدا لصدق المواقف السعودية الداعمة دائما للقضية الفلسطينية.

وهكذا فإن كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام قمة الكويت وما تضمنته من مواقف واضحة وثابتة والتي تركزت في محاور ثلاثة قد وضعت خارطة طريق للعرب جميعاً لتجاوز حالة الإحباط وسوف تصلح عطب السفينة العربية أن يعالج القادة العرب ما طرحه الملك عبدالله بن عبدالعزيز بصدق وبإخلاص كإخلاص خادم الحرمين الشريفين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد