كتب - نبيل العبودي:
يخطئ من يعتقد أنّ منتخبنا الوطني الأول لم يقدم شيئاً في خليجي 19 بل على العكس من ذلك فقد قدم الأخضر أداءً مقعناً وأبلوا بلاء حسناً وقدموا مستوى كبيراً خلال مباريات ومنافسات الدورة، مما أكسبهم احترام وتقدير كل المتابعين، فالأهداف العشرة التي سجلها جعلته الأقوى هجوماً دون أن يلج مرماه أي هدف أيضاً فكان الأقوى دفاعاً أيضاً.
لقد قدم الأخضر كل ما يمكن أن يقدمه فكانت خسارته الوحيدة عن طريق ركلات الحظ الترجيحية فقط، وهو أمر طبيعي أن يحدث عندما تكون الكلمة للحظ ويقول كلمته في كثير من الأحيان.
نعم لقد كان لركلات الحظ كلمتها لأنّ وصول الأخضر (الشاب) إلى النهائي كان عن جدارة واستحقاق، بعد تخطيه لعقبات صعبة في مشواره الخليجي، استطاع أن يتجاوزها لعباً ونتيجة وبشباك عذراء قلّما تحدث في كثير من البطولات الخليجية التي خضنا معتركها.
بعد كل ذلك وما قدمه الأخضر، حاول البعض سنّ سكاكينه وذهب يرمي بسهامه على نجومنا الشباب بقيادة المدرب الوطني الخلوق ناصر الجوهر، ليس لشيء سوى أنهم كانوا ينظرون إلى المنتخب بعيون ملوّنة، خلاف ما كان ينظر بها المتابعون والحياديون وأصحاب النقد الهادف والمتزن.
هناك من حاول البكاء والتباكي بطرق مفضوحة وآراء متشنجة بعيدة كل البعد عن النقد الهادف البنّاء الذي ننشده ونهدف له للخروج بالفائدة من تلك المشاركة, متناسين بأن هناك مشواراً مقبلاً أكثر أهمية ممّا مضى، لا بد أن نهيئ اللاعبين له لا أن نحطمهم بالهجوم الانتقائي الذي يوجّه لأسماء بذاتها، ولأسباب يعرفها الغالبية من المتابعين.
إنّ من المؤسف جداً أن يكون للبعض مثل تلك الآراء المتلونة، لأننا لا نستطيع أن نقول بأنها آراء فنية كونها أبعد ما تكون عن ذلك.
إن (الأخضر الشاب) الذي دخل معترك الخليجية لم يخسر، بل إنه كان صاحب الأفضلية في كل اللقاءات التي لعبها في الدورة، حتى وهو يخسر اللقاء النهائي خسره بالحظ، بعد مشوار ماراثوني امتد لأكثر من 120 دقيقة، لم يستطع معها أصحاب الأرض والجمهور الوصول للمرمى، بل إنّ الحكم الهولندي كان له رأي آخر في تجاهله لضربة جزاء صريحة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، كانت كفيلة بأن تنهي كل شيء لمصلحة (الأخضر) وتتوّجه بالذهب.
نعم خسر منتخبنا اللقاء أمام المنتخب العماني الذي يفوقه خبرة، فاللاعبون العمانيون الذين واجهوا أخضرنا الشاب هم نفس الأسماء التي لعبت النهائي الخليجي للمرة الثالثة على التوالي. بخلاف المنتخب السعودي الشاب الذي دخل البطولة وهو يضم بين صفوفه نجوماً شابة ربما كان البعض منها يمثل المنتخب للمرة الأولى، ويفتقد للخبرة التي يمتلكها خصمه المتسلح بالأرض والجمهور، والذي تجاوز على أرضه منتخبات آسيوية لها تاريخها وصولاتها وجولاتها كاليابان المنتخب الأقوى في القارة.
ما حققه المنتخب العماني على أرضه أمام تلك المنتخبات عجز عنه أمام منتخبنا الشاب، حتى وهو يتسلح بـ 35 ألف عماني احتشدوا في المدرجات لدعمه. 85% من لاعبي الأخضر شباب مطلوب دعمهم والوقوف معهم في مشوارهم القادم الأهم.
وليد عبد الله والشهيل والزوري والمرشدي (أفضل لاعب في الدورة) وهوساوي وتيسير الجاسم وأحمد عطيف والفريدي والهزازي والنمري.. كلها نجوم شابة كسبناها للمرحلة المقبلة والأهم لندخل به تصفيات المونديال المنتظرة وكلنا ثقة بهم، للوصول إلى نهائيات كأس العالم القادمة في جنوب إفريقيا, وليس هناك ما هو أهم من المونديال التي سيعود الأخضر من جديد لمنافساتها قريباً بداية بكوريا الشمالية في لقاء يعد هو الأهم في التصفيات.
إننا على يقين بأن هؤلاء النجوم هم الأفضل الآن في ملاعبنا والقادرون على قيادة الأخضر خلال السنوات القادمة متى ما اكتسبوا الخبرة ومنحوا منا الثقة.
يجب أن لا تتحكم فينا الميول والعواطف في انتقاداتنا لهم لمجرد أننا خسرنا مباراة فقط، ويجب أن لا يكون للألوان دور في تلك الانتقادات حتى نستفيد جميعاً، لا أن تكون تلك الانتقادات منصبة لخدمة أصحابها فقط، والتي وجدها البعض فرصة للنيل من اللاعبين، فجعلوا خسارة اللقب الخليجي مبرراً وطريقاً لأهداف شخصية فقط. إنّ عملية الهدم سهلة للغاية، أما البناء والحفاظ عليه هي الصعوبة بذاتها.
إن ما ننشده الآن من أصحاب الآراء المتشنجة والانتقائية هو النظرة بهدوء وعقلانية، وأن يكون نقدهم هادفاً وبنّاءً.
فنحن خسرنا كأس الخليج .. وكسبنا منتخب المستقبل..!!
Nnabeel33@hotmail.com