«الجزيرة» - محمد السنيد
نوه صاحب السمو المكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية بأهمية المياه وكيفية استغلالها بالنسبة للمملكة العربية السعودية وأكد سموه في كلمة له بعد تدشينه صباح أمس كرسي الأمير خالد بن سلطان لأبحاث المياه بجامعة الملك سعود أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله تدرك الأهمية القصوى لهذا الموضوع ومن ثم أنشأت لها وزارة مستقلة تدعمها جميع الهيئات والمؤسسات المعنية ومنها جامعة الملك سعود بهدف توفير المياه لمئات السنين.
وقال سموه إنه لي الشرف أن أكون أحد هؤلاء المواطنين ولكن يجب أن يكون في ذهن كل سعودي أن المملكة أفقر دولة في العالم للمياه ويجب أن يكون همنا الأول كيفية استغلال استخدام المياه حتى نصل إلى درجة الصفر من تسيبها وفي نفس الوقت كيفية استغلال ما حبانا الله به في بعض الأحيان من الأمطار وكيفية عدم التفريط والتبخر وهذا من اختصاصات وزارة المياه.
وأضاف سمو مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية أن الشيء المهم هو تطوير الذهن للشعب السعودي من الاهتمام بتوفير المياه سواء في منازلهم أو في أماكن عملهم أو في أماكن غيرهم بحيث أن المراقبة ليست محصورة على وزارة المياه حيث إن المراقبة وكما في دول العالم المتقدم أن المراقبة من كل الشعوب.
ونوه سمو الأمير خالد بن سلطان بالنظرة الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين على اهتمامهما بالثروة المائية والمحافظة عليها.
ونقل سموه للحضور من عمداء الكليات والحضور بجامعة الملك سعود تحيات سمو ولي العهد حفظه الله للجميع وقال سموه: إن سمو سيدي يطمئنكم بأن صحته جيدة وكل الأمور العلاجية والفحوصات كلها مكللة ولله الحمد بالنجاح وإن شاء الله سوف يعيد استكمال العلاجات والفحوصات في القريب العاجل ومن ثم يكون في بلده التي دائما ليلا ونهار يفكر فيها.
وزير المياه
فيما أشار وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله الحصين إلى أن الهيئات الدولية والمراكز البحثية أجمعت على أن معضلة القرن الذي نعيشه ستكون وبلا منازع مشكلة نقص المياه إذ يتوقع أن تنخفض حصة الفرد في العالم تدريجياً لتصل إلى 10% فقط من حصته في عام (1950م).
وأضاف المهندس عبد الله الحصين أن ما مكن العالم من تأجيل حدوث أزمات مالية وغذائية خانقة هو اعتماد كثير من دول العالم لسد جزء من احتياجاتها على المياه الجوفية محدودة التجدد، ولعل من أكثر الدول المهددة بنقص المياه وأكثرها شحاً مملكتنا الحبيبة، ففي حين تقتصر أغلب دول الخليج في التكلفة على الإنتاج نضطر في المملكة إلى نقل المياه مئات الكيلو مترات ورفعها آلاف الأمتار مما يجعل تكلفة النقل أحيانا تفوق تكلفة الإنتاج ومن هنا تأتي أهمية المحافظة على كل قطرة ماء، وبصفة خاصة في التركيز على عدد من المجالات منها المحافظة على المياه الجوفية وخاصة غير المتجددة ومنها الاستغلال الأمثل لمياه الصرف الصحي المعالجة، حيث يبلغ استهلاكنا البلدي اليومي للمياه قرابة 6 ملايين متر مكعب وسيرتفع خلال 4 سنوات إلى 10 ملايين متر مكعب وسترتفع إمكانيتنا من تجميع مياه الصرف ومعالجاتها إلى حوالي 7 ملايين متر مكعب يومياً وهي كمية كبيرة يمكن أن أحسن استغلالها أن تسد فجوة هامة في ميزاننا المائي، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية كرسي الأمير خالد بن سلطان لأبحاث المياه.
كلمة الجامعة
ومن جهته عبر معالي مدير الجامعة الدكتور عبد الله العثمان خلال كلمته عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان على دعمه الكبير للجامعة من خلال إنشاء هذا الكرسي النوعي ووصف الدكتور العثمان الأمير خالد بن سلطان بأنه الصديق المحبوب لجامعة الملك سعود حيث تعززت من خلاله علاقة الجامعة بالجهات البحثية ووزارة الدفاع والطيران، وأكد الدكتور العثمان على الأهمية النوعية للكرسي من خلال مجموعة الخبراء الوطنيين والدوليين الذين يشرفون عليه، مشيرًا إلى أن هذا الكرسي يجسد بحق نجاح برنامج كراسي البحث داخل الجامعة الذي يعتبر نسخة مطورة من التجربة العالمية حيث تمتزج فيه الخبرة الوطنية بالخبرة العالمية بالنظر إلى سعي جامعة الملك سعود الحثيث إلى أن تكون بوابة المملكة العربية السعودية نحو بناء اقتصاديات المعرفة، وعرض الدكتور العثمان لرؤية الجامعة التي أطلقتها مؤخرا بهدف إحداث نقلة نوعية وتعزيز الشراكة المجتمعية والبحث والتطوير، وسيكون المستقبل مشرقا ومبشرا - إن شاء الله - للجامعة ولكل أبناء الوطن في ظل الدعم اللامحدود من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله - حيث تشرفت جامعة الملك سعود خلال السنة الماضية بتوقيع عدد من المشاريع النوعية والاتفاقيات العلمية وإنشاء مدن جامعية جديدة في عدد من المحافظات خارج مدينة الرياض، وهو أمر يحملنا مسؤولية كبيرة نحو كل أبناء الوطن حتى لا تختزل التنمية داخل العاصمة وحدها.
استخدام المياه
عقب ذلك قدم المشرف على الكرسي الدكتور وليد بن محمد زاهد، أستاذ هندسة البيئة المشارك بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود عرضاً موجزاً أوضح خلاله أن الكرسي يهتم بإعادة استخدام مياه الصرف وبدراسة وتطوير تقنيات متقدمة لمعالجة مياه الصرف لجعلها صالحة لاستخدامات أخرى غير الشرب كالري وأغراض ترويحية وصناعية مختلفة، الأمر الذي يوفر المياه الصالحة للشرب لاستخداماتها الحقيقية, وتابع المشرف على الكرسي أن هدفنا هو الاستفادة القصوى من مياه الصرف المعالجة كمورد مائي إستراتيجي يحل محل مياه الشرب في الاستخدامات التي لا تتطلب مياها ذات جودة عالية وتكون آمنة في نفس الوقت، وذلك من خلال ابتكار وتطوير وسائل معالجة اقتصادية تتناسب وإمكاناتنا الفنية وظروفنا البيئية، والتشجيع على إعادة الاستخدام وزيادة الوعي بأهمية المياه المعالجة، وسيكون للكرسي مساهمة فاعلة إن شاء الله في تعزيز كفاءة الكوادر الوطنية في هذا المجال من خلال المحاضرات والدورات التي يقدمها الكرسي والدراسات والأبحاث التي يقوم بها ويمولها، وطلاب الدراسات العليا الذين يستقطبهم الكرسي ويشرف على أبحاثهم.
وألمح الدكتور زاهد إلى أنه تم استقطاب أستاذ كرسي متميز هو البروفيسور فخر الرازي احمادون أستاذ هندسة البيئة بجامعة بترو الماليزية للعمل كأستاذ لكرسي البحث بالإضافة إلى ثلاثة مستشارين غير متفرغين من الولايات المتحدة وألمانيا وماليزيا، بالإضافة الى عدد من الباحثين، وسوف يتم -إن شاء الله - عقد ورشة العمل الأولى للكرسي صباح اليوم التالي لحفل التدشين في كلية الهندسة بالجامعة وستكون بعنوان (مياه الصرف المعالجة مورد مائي إستراتيجي).
سموه يدشن
بعد ذلك دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كرسي سموه لأبحاث المياه حيث أطلق سموه موقع الكرسي على شبكة الإنترنت.
ثم قدم مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان درعا تذكاريا هدية سموه الكريم ثم قدم المشرف على كرسي الأمير خالد بن سلطان الدكتور وليد زاهد درعا تذكاريا لسمو مساعد وزير الدفاع والطيران.
وفي نهاية الحفل وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وقع معالي وزير المياه والكهرباء ومدير جامعة الملك سعود اتفاقية تعاونية بين الوزارة والجامعة في مجال المياه.