جراح غزة التي هي جراح كل مسلم.. ومحنة غزة التي هي محنة كل مسلم.. ومن لم يشعر بجراح المسلمين وما أصابهم فليس منهم.
* كلنا أصابنا الألم والحزن والأسى.. على تلك المشاهد المحزنة المفزعة.. التي أصابت أهلنا في غزة..
* وكلنا نشعر بالمرارة في كل أحوالنا ومعاشنا.. لأننا نرى أشقاءنا وهم يموتون هكذا.. تتناثر أشلاؤهم.. وتطمر جثثهم تحت التراب.. بعد أن ماتوا من ويلات الحصار والتجويع والموت.
* شاهد ما يحدث في غزة.. يخيل لمن يشاهدها أحيانا.. أنه مجرد تمثيل لا يكاد يصدقه حتى تعود إليه قواه الذهنية.. التي توشك أن تغيب وسط هذا الذهول المخيف..
* ما يحدث في غزة.. هو محرقة.. هو قتل شعب بأكمله.. هو تحدٍ سافر لكل القوانين الدولية.. هو استهتار بمليار ونصف المليار مسلم.
* نعم.. يجب أن يحاكم الصهاينة على هذه الجرائم الكبيرة الخطيرة.. ويجب وقفهم عند حدهم.
* غير أن اللافت في هذه المأساة الكبيرة.. التي لن ينساها التاريخ الإسلامي.. وستدرس للطلاب والباحثين ما عاش المسلمون.
* اللافت.. أن الثوريين العربيين عادوا مجدداً..
* ثوار بني يعرب.. عادوا لما كانوا عليه قبل عقود.. من عبارات وصياح واستثمار للأحداث بطريقة بشعة لمجرد إلهاء الناس وإشغالهم وإلهاب مشاعرهم بعبارات رنانة جوفاء ليس لها طعم أو معنى.. سوى إشغال الناس عن قضاياهم.. أو إدخالهم في دوامة عنف ومشاكل.. ومحاولة تحويل البلدان العربية إلى مناطق مصادمات وقلاقل بما يخدم أهداف الصهاينة أنفسهم.
* وإلا.. ما معنى تأليب الشعوب على الحكام.. ومحاولة خلق فتنة وقلاقل واضطرابات؟
* ما معنى.. استنهاض همم الشعوب المساكين لصنع أحداث ومغامرات تجعل البلدان الآمنة مناطق اضطراب.. مما يسهل على الصهاينة وغيرهم.. التوسع ثم ابتلاعهم؟
* ثوار بني يعرب واليعربيون القدامى.. قلنا إنهم ماتوا.. أو ماتت أفكارهم المتخلفة.. ولكن بعد أحداث غزة.. ظهروا بوجوههم الكالحة.. يصطادون في الماء العكر.
* ظهروا بعباراتهم وقواميسهم الميتة وبمشروعهم المتخلف.. وهي الدعوة إلى الثورة والفوضى والاضطراب والإفساد وخلخلة المجتمعات الآمنة.. وإحلال الفوضى والاحتراب مكانها.. وهذا.. هو ما يريده الصهاينة.. وهذا.. ما يسعون إليه.
* مواجهة هذه الهجمة الصهيونية البشعة لا تكون من خلال هذه العقول المتشنجة.. ولا من خلال تلك الطروحات المريضة.. ولا من خلال هذه الأفكار الثورية البشعة ولا من خلال محاولة صرف الأمة عن قضيتها إلى قضايا أخرى.. هي التي ستعصف بالأمة وبمقدراتها وبقوتها وتدخلها في أنفاق مظلمة.. من الفوضى والاحتراب والقلاقل التي تحيل الأمة كلها إلى صومال أخرى.
* نعم هناك من حاول استثمار هذه الأحداث لمصالحه الشخصية.. سواء من هؤلاء الثوار اليعربيين أو من بعض المسؤولين العرب أنفسهم.. الذين حاولوا تجيير جراح ودماء غزة لمصالحهم الشخصية.
* نصرة أبناء غزة والوقوف معهم.. لا يتم من خلال هذه الأجندات.. بل يتم بالطرق الصحيحة المشروعة.. بتكاتف وتعاضد أبناء الأمة وليس بالعبارات النارية.