كشفت قمة الدوحة الأوراق الإيرانية كاملة، وظهرت رغبتها الكامنة في شق الصف العربي وإثارة الفتن والتقليل من قيمة وأهلية (جامعة الدول العربية) كمؤسسة سياسية تنضوي تحت لوائها كافة الدول العربية ولها صيغتها واعتباريتها الرسمية.

** أدركت الدول التي رفضت حضور قمة الدوحة سيطرة الروح الإيرانية على أهدافها ومحتواها ولم يكن حضور الدول غير العربية الأخرى إلا لذر الرماد في العيون.. وإعطاء الوجود الإيراني صيغة مقبولة!!

** تدفع إيران الدول العربية للفتن والاختلاف وربما الاحتراب مثلما حدث في دفع حزب الله لجر حرب على لبنان في 2006 وكذلك تحريض حماس على الخروج على السلطة الفلسطينية وعدم قبول المبادرة المصرية وكذلك رفض التهدئة ورفض قرار مجلس الأمن الأخير.. وإعطاء إسرائيل مبرراً لاستمرار العدوان والقتل والتدمير.

** تشعل إيران الفتن وتقف بعيداً.. لتنعم بالسكينة بإشغال العالم بالنار المضطرمة التي وقودها أجساد الأطفال والنساء والشيوخ والمسنين العرب.. بينما يكتفي الرئيس الإيراني برفع شارة النصر مثلما رفعها للكاميرات في قمة الدوحة.. ولا ندري لأي انتصار تشير أصابعه.. هل بعد هذه الإبادة تحت الجرافات الإسرائيلية المجرمة انتصار.. هل بارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى ما يزيد عن ألف روح وجسد وأحلام وأمان.. تتمزق بفعل همجية وإجرام العدو الإسرائيلي.. هل يعد ذلك انتصاراً..

** هل وجود إيران في قمة الدوحة انتصار هل تضاءلت طموحات إيران إلى هذه الدرجة حتى تعد وجودها في قمة لم يكتمل نصابها العربي انتصاراً.. أم وراء الأكمة ما وراءها..

** إن ما تبيّته إيران للمنطقة لا يختلف ولا يقل بأي حال من الأحوال عما تبينه.. أمريكا وإسرائيل.. فالرغبة في السيطرة والهيمنة هي رغبة مشتركة لا بد أن تتيقظ لها الدول العربية وهي تجتمع اليوم في الكويت في قمة نتوخى منها أن تتخذ قراراً يعكس الرغبة المشتركة لدى كافة الدول العربية بإنقاذ شعب غزة مما يحل بهم.. إذ ندرك جميعاً أن هذه هي غاية جميع رؤساء الدول العربية وإن اختلفت وسائلهم في التعبير وآلياتهم في تحقيق هذا الهدف.

** من المهم أن نتوحد كعرب وأن لا نسمح لإيران أن تشق صفوفنا وتملي علينا رغباتها وتوجهنا لما يجب أن نفعله أو لا نفعله..

كلنا اليوم نترقب بأمل وبفأل وحدة الصف العربي في وجه المد الفارسي الذي يتوق للهيمنة على ثرواتنا وأراضينا وأفكارنا وأحلامنا.