الجزيرة - ياسر المعارك
خالفت الدكتورة فوزية بامقدم استشارية طب المخ والأعصاب والصرع واضطرابات النوم في مدينة الملك فهد الطبية الاعتقاد السائد لدى العامة بأن داء الصرع مس من الجن، وأنه يجب معالجته بالرقية الشرعية دون العلاج الطبي وليس له علاقة بأي مرض عضوي، مطالبة في ذات الوقت بأخذ الرقية الشرعية مع العلاج الطبي، وقالت بامقدم في ندوة بعنوان (النظرة الدينية والطبية لداء الصرع) التي نُظمت في مدينة الملك فهد الطبية أمس إن داء الصرع يصيب 1-2 في المائة من جميع الفئات العمرية في المملكة، وإن 60-70 في المائة من مصابي الصرع وخصوصاً عند الأطفال لا يوجد لديهم سبب واضح للتشنجات، موضحة أن البعض الآخر قد يكون نتيجة لأمراض في الدماغ أو أمراض أخرى في الجسم (خارج الدماغ). وأشارت بامقدم إلى أن الصرع عرض طبي نتيجة النشاط الكهربائي في الدماغ، وهو تكرار التشنجات (النوبات)، والتشنج عبارة عن نوبة صغيرة تحدث فجأة عادة بدون سابق إنذار نتيجة لزيادة في النشاط الكهربائي لبعض الخلايا، وعندما تتكرر النوبات لعدة مرات يطلق عليها داء الصرع. وأبانت أن الصرع نوعان صرع عام وهو نتيجة لزيادة النشاط الكهربائي في خلايا الدماغ وينتج عنه فقدان الوعي، إصدار أصوات، زيادة إفراز اللعاب، ثم يمر في مرحلة التخشب (التصلب) العام للجسم والأطراف ثم الارتجاج أو ارتعاش الأطراف، والنوع الآخر صرع جزئي وهو نتيجة زيادة النشاط الكهربائي في جزء من الدماغ، وعلى حسب هذا الجزء يكون نوع التشنج. وأرجعت الدكتورة فوزية بامقدم أسباب الإصابة بداء الصرع إلى أمراض الدماغ، كالتهاب الدماغ، التهاب أغشية الدماغ الحمى الشوكية، نزيف في فص من فصوص الدماغ، جلطة في الدماغ، ضربة قوية على الرأس أدت إلى فقدان الوعي لأكثر من نصف ساعة، تشوهات خِلقية في الأوعية الدموية للدماغ، تقيحات في الدماغ، تشوهات خِلقية في خلايا الدماغ، أورام في الدماغ، ونقص الأكسجين عن الأطفال حديثي الولادة أثناء الولادة.
وحول تشخيص داء الصرع قالت بامقدم إنه يعتمد على تاريخ مفصل ودقيق للمرض من قبل المريض وأهل المريض، ثم تأتي في الدرجة الثانية الفحوصات الداعمة للتشخيص.