Al Jazirah NewsPaper Monday  19/01/2009 G Issue 13262
الأثنين 22 محرم 1430   العدد  13262
لما هو آتٍ
عصافير سماء غزة..
د. خيرية إبراهيم السّقاف

 

سِرب من العصافير انطلقت تركض في أديم الفضاء بينما لا يزال دخان كثيف داكن يعمر الفضاء الذي حول..

هدوء شبه نسبي للعبة تتصارع فيها الحجارة الملوّنة تلك التي بيد المختبئين خلف جدر الآلات.., وجراحهم لا تزال تتكلم بأصوات كما قوس قزح لكن في لحظة البركان...

ما الذي تودّين أن تقوليه يا عصافير والكل يتشرنق في خوفه.. مع اختلاف موجات الخوف وألوانه..؟

ما الخوف، ما الذعر؟.., ما النصر..؟ ما الانتصار..؟ ما الهزيمة..؟ وما الذي يكمن في مستنقعات الرواسب التي بقيت شاهدة على أدران العقول..؟... بلى فالعقول تتّسخ كما قطع الجلد التي تغطي مسارب الدماء وأوشاج العروق ومكامن الضمائر وهسيس النوايا داخل جوف الملتحفين هذه الجلود..، وأصعب أنواع الاتساخ على التطهير ما يلحق بالعقول.. ما الذي يا عصافير سماء غزة ترغبين في أن ترسليه مع نفحات أجنحتك في هذا الفجر المعمم بالنوايا..؟ المغلف بالهدوء..؟ المستترة براكينه خلف وجه الشمس..؟

ربما سنبقى قليلاً نمضي معك نزور بقايا آمال بُترت سيقانها وفُقئت عيونها لكنها لم تفقد أجنحتها، ولا أحسب أنّ صوتاً لقذيفة أو ناراً لمدفع أو جرفاً لزرع يمكن أن تجتثّها، فثمة يقين في شجر العزيمة يمدها ويأويها..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد