غزة - القدس - بلال أبودقة - رندة أحمد
هكذا بدا المشهد بعد انسحاب الجيش الصهيوني (أحادي الجانب) من مناطق متفرقة من قطاع غزة التي كانت مسرحا للعمليات العسكرية الصهيونية.. خراب ودمار كبيران، ورائحة الموت تفوح من كل مكان.. وجثثٌ الضحايا وصلت إلى درجة من التحلل.. عشرات الجثث التي عثر عليها كانت لأطفال ونساء مكثوا في بيوتهم مع بداية القصف الصهيوني لمناطق متفرقة من قطاع غزة، خاصة في مناطق شرق مدينة غزة ومنطقة العطاطرة في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.. جثث الضحايا التي يتم العثورعليها يتم دفنها مباشرة ولا يتم نقلها إلى المستشفيات نظراً لوضعها ووصولها إلى درجة من التحلل، ويتم تحديد هويات الشهداء عبر ذويهم الذين يتعرفون عليهم.. ويوم أمس بدأ مئات الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في شمال وشرق وجنوب قطاع غزة لكن كثير منهم وجدوا منازلهم مدمرة وغابت معالم الأرض التي كانوا يملكونها؛ ومع ساعات صبيحة يوم أمس توافد عشرات الغزيين على منازلهم في أنحاء متفرقة من قطاع غزة لتفقد آثار الدمار الذي خلفته آلة الحرب الصهيونية.. لكن الدبابات الصهيونية واصلت تمركزها في محيط ما كان يعرف بمستوطنة نتساريم دون انسحاب، الأمر الذي يعني أن الطريق بين مدينة غزة والمنطقة الوسطى قد بقيت مغلقة فيما تراجعت الدبابات من حي الزيتون والشعف شرق التفاح بعيداً عن منازل المواطنين.الطواقم الطبية الفلسطينية التي وصلت إلى الأماكن المنكوبة في شمال وشرق قطاع غزة (مزوده بكمامات وحمالات الموتى (عثرت في الساعات الأولى من صبيحة يوم أمس على جثث أكثر من 60 فلسطينيا بعد انسحاب جزئي للدبابات الصهيونية من حي الزيتون ومن جبل الكاشف شرق مدينة غزة ومنطقة العطاطرة في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، لترتفع بذلك حصيلة العدوان إلى 1270 شهيدا نصفهم من الأطفال والنساء وأكثر من 5450 جريحاً، في حين أكدت مصادر طبية فلسطينية أن هناك عشرات الشهداء في مناطق متفرقة من قطاع غزة خاصة التي كانت مسرحا للعمليات العسكرية لم يتمكنوا من الوصول إليها، حيث سيجري العمل على إخلائها بعد التنسيق مع الجانب الإسرائيلي ليتمكنوا من الدخول لتلك المناطق التي ما زال الجيش الصهيوني يرابط على تخومها.
وقال مسعفون فلسطينيون شاركوا في انتشال جثث الضحايا ل (الجزيرة): إنهم رأوا مشاهد (تقشعر لها الأبدان)، وأن أغلب الجثث- كانت لأطفال ونساء- بدت مقطعة إلى أشلاء وتظهر عليها بداية علامات التحلل وتنبعث من تلك المناطق روائح الموت. وقال المسعفون: إنهم انتشلوا جثمان عشرات الشهداء من تحت الأنقاض ومناطق التوغل الصهيوني بعد تراجع الآليات الصهيونية من جنوب قطاع غزة إلى شماله.أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية مجتمعة في غزة بأن المواجهة مع إسرائيل لم تنته، رغم الإعلان الإسرائيلي بوقف إطلاق النار من جانب واحد، مؤكدة بأن القتال سيتواصل وبأن وقف النار لن يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي المتزامن مع وقف العدوان ورفع الحصار.
وأعلنت فصائل المقاومة أنها ستواصل مقاومتها طالما هناك احتلال وحصارها وان إعلان وقف النار هو دليل هزيمة وعجز الاحتلال في تحقيق انتصارات بغزة كما قالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي وكافة الأجنحة العسكرية.
وأعلن رئيس وزراء الاحتلال (إيهود أولمرت) ليل أول أمس السبت وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ منذ 22 يوما من جانب واحد على أن يسري هذا ابتداءً من الساعة الثانية فجر أمس، لكن على أن يبقى الجيش الإسرائيلي في محيط وداخل قطاع غزة.
ودخل وقف إطلاق النار من طرف إسرائيل حيز التنفيذ فيما بقى الجيش منتشرا في محيط قطاع غزة منهيا حربا عسكرية استمرت 22 يوما أسفرت عن استشهاد وجرح الآلاف.