Al Jazirah NewsPaper Monday  19/01/2009 G Issue 13262
الأثنين 22 محرم 1430   العدد  13262
ربيع الكلمة
كيف تحصل على الوظيفة التي تحلم بها؟!
لبنى بنت عصام بن عبدالله الخميس

 

لا شك أن الحصول على وظيفة رائعة تناسب ميولك وتحاكي طموحك وتشبع رغبتك في الترقي والتطور الوظيفي، هي في قائمة أحلامك وأهدافك وإن كنت لا تدري ولا تشعر.

ولأن الوظيفة الرائعة تعتبر هدفاً صعب المنال أحياناً ويتطلب منك مهارات حياتية إلى جانب تعليمك وشهاداتك، فمهم جداً أن تعرف المسارات الأسهل والأقصر للوصول إلى الوظيفة التي تحلم بها في أي مجال كان.

وإذا أردت الحصول على وظيفة لا بد أن تسأل نفسك في بداية الأمر.. من أين سأحصل على العروض التي قد توفر لي الوظيفة التي أبحث عنها؟ فقد تكون عن طريق الصحف أو البحث المباشر عن وظيفة معينة في شركة محددة أو من خلال وكالات التوظيف أو مكاتب الترشيح بالكليات وجمعيات الخريجين أو ربما من خلال علاقاتك التي يمكن أن تستغلها بفعالية وتحصل من خلالها على وظيفة.

وإذا نزلنا إلى الواقع نجد أن الواسطة هي الأكثر استخداماً وروجاً في وقتنا الحالي.

وفي الخطوة التالية أي بعد أن وجدت الوظيفة التي تناسب تعليمك ستتقدم بطلبك وإذا أبدوا اهتماماً بسيرتك الذاتية ستجرى الخطوة التالية..

المقابلة الشخصية من أهم وأصعب الخطوات التي قد تواجهك في طريقك إلى الوظيفة التي تتوق إليها.. وكثير من الناس يعتبرها الأخطر كونها تحتاج إلى مهارة عالية في الحديث وحنكة وسرعة بديهة في التعامل مع الأسئلة.

في مقابلة التوظيف يجب أن تخلق لنفسك مزيداً من الفرص ويجب أن تستحوذ على اهتمام القائم على المقابلة حيث إنك ستدير نصف المحادثة فإمكانك أن تحول مقابلة التوظيف إلى عرض توظيف قوي. وذلك يبدأ من مظهرك وينتهي بأجوبتك ومدى تفاعلك وتقبلك لها.

فالمظهر الأنيق الرسمي يوحي بأنك شخص رزين ومتزن أما أجوبتك فهي مفتاح وصولك إلى الوظيفة.

في كتاب (الإجابات الرائعة لأسئلة مقابلات التوظيف الصعبة) للكاتب (مارتن جون بيت) والذي صنفته إحدى الصحف الأمريكية على أنه أفضل الكتب لاقتناص الوظائف، يطرح عدة أسئلة متوقعة من القائم على المقابلة ويعرض الطريقة الأفضل والأذكى للإجابة عليها.

مثل: لماذا اخترت هذا الوظيفة؟

وماذا ستضيف لهذه الشركة؟

هل بإمكانك تلقي التعليمات دون الشعور بالحرج أو الضيق؟

أخبرني عن شيء لا تعتز به كثيراً؟

أين ترى نفسك بعد عشر سنوات؟

صف موقفاً تم فيه توجيه النقد لعملك أو لفكرتك.

وغيرها الكثير من الأسئلة الماكرة والملتوية التي قد توقعك في فخ لن تخرج منه بسهولة فأنصحك باقتناء الكتاب إذا كنت متخوفاً من مقابلة توظيف أو مهتماً بوظيفة معينة.

كثير من الناس يعتقد أنه قادر على جذب المقابل إذا تحلى بالثقة وجاوب على الأسئلة بهدوء ولكن لم يعد ذلك يكفي فهناك جملة من المواصفات التي يجب أن تحرص على توافرها فيك.

من أهم الأمور هي سرعة البديهة والتركيز على إيجاد الحلول بدلاً من التذمر والاستغراب من نمط الأسئلة.

فهل سمعت بقصة الشركة التي أعلنت عن وظيفة إدارية مهمة شاغرة لديها وتقدم لهذه الوظيفة الكثير وكان هناك سؤال أو طلب واحد فقط، وهو أن تدخل نفسك من تحت الباب!! الكل استغرب من هذا الطلب بل إن البعض أبدى غضبه.. إلا واحداً من المتقدمين للوظيفة أخرج بكل هدوء محفظته وسحب بطاقته الشخصية أو هويته وأدخلها من تحت الباب.

بكل بساطة اختارت الشركة هذا المتقدم وسلمته الوظيفة بعد أن تأكدت أنه يفكر بطريقة تختلف عن الآخرين وأنه يمتلك مزايا تأكدوا من وجودها فيه بعد هذا الاختبار التافه في نظر البعض. ومن أهم ما يجب أن تتحلى به هو المصداقية والشفافية في المقابلة.

فحين سأل أحد البنوك المتقدمين لإحدى الوظائف (لو أن أحد أصدقائك المقربين سرق خزينة البنك ماذا سيكون موفقك)؟؟

الكل جاوب الجواب المتوقع أنه سيفضح الأمر لأن الأمانة أهم من الصداقة.. إلخ لكن أحد المتقدمين قال إنه لن يخبر إدارة البنك وأنه سيتستر على صديقه والغريب في الأمر أن البنك وافق عليه لأنه كان صادقاً، وهو يعلم أنه قد يخسر الوظيفة بقوله هذا ولكنه كسبها!.

إن حلم الحصول على وظيفة لا يراود من يجلس وينتظر دونما سعي، فتحقيقك لهدفك يعتمد على المحاولة الجادة لتخلق لنفسك مزيداً من الفرص.

مقابلة التوظيف بدأت تأخذ اهتماماً واسعاً لدى الشركات حتى إن بعض الشركات الكبرى في الدول المتقدمة أصبحت تجري المقابلات في أماكن غير متوقعة إطلاقاً مثل قمة جبل أو رحلة بحرية وذلك لكشف المزيد من أوراق المتقدم للوظيفة.

إنها أحياناً أكثر من مجرد مقابلة فهي تختبر مدى ذكائك وسرعة بديهتك واستعدادك للتفاوض والإقناع والترويج ليس لسلعة تجارية بل لشيء أغلى وأكرم (لنفسك)!.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد