فازت عمان على قطر في مباراة جميلة وحماسية في الدور ما قبل النصف النهائي في دورة الخليج وتابعت بعدها أشهر قناتين رياضيتين على مستوى الخليج وتبث من قطر وهما الجزيرة والدوري والكأس.. والحقيقة أن ما اعتدنا عليه في مثل هذه الحالات من منظري الفضاء في حالة هزيمة منتخب بلادهم هو مناحة ولطم خدود وهجوم كاسح على المدرب أو اللاعبين أو الحكم ولكن ما شاهدنا وأعجب به الجميع، بلا شك هو احترافية العمل المهني وبعقلية ناضجة تغلبت فيها لغة العقل على العاطفة وساد فيها المنطق فأعطوا الفائز حقه ولم يصادروا نجوميته أو يسلبوا جهده بل شاركوه فرحته وساهموا معه في احتفاليته وطبقوا الحكمة الشهيرة (ابتسم عند الهزيمة وتواضع عند النصر)، ولم يتناولوا وضع فريقهم إلا عندما هدأ الرمي وانفض المولد وبعقلانية وبنظرة فنية بحتة.. وتحدثوا بمصداقية وتصرفوا بما تمليه عليهم أمانة الكلمة وشرف المهنة. وهم من خلال هذا الموقف كسبوا احترام الجميع وودهم.. ساعدهم على ذلك وجود شخصيات رياضية من لاعبين وإداريين ومدربين وعلى قدر من الاحترام والرزانة وأصحاب تاريخ مشرف خال مما يشوهه من إيقافات أو سقاطات أو إساءات وإخفاقات في دورة الخليج وغيرها.. وهم نجحوا في ذلك أيضاً إلا أنهم حرصوا على اختيار ضيوفهم بما يضمن لقنواتهم النجاح وبما يحافظ على الذوق العام ويحميه من كل خربشة أو تشويه بآراء (متصابية).. هدفها لفت الأنظار ومخالفة كل واقع تم وصار..!!
المشكلة أو المحير في الأمر عدم معرفتنا لسر المناحة التي قدمها محللو ضيوف قناتنا الرياضية بعد نهاية مباراتنا أمام الكويت.. فمن يسمع التحليل دون أن يعرف نتيجة المباراة يخيل له أن منتخبنا مهزوم في هذا اللقاء ولم يتأهل إلى نهائي البطولة.. الوحيد الذي نجح في هذا المنحى رغم قسوته هو فيصل أبوثنين الذي تحدث بشكل عام وحتى مقبول.. لكن الباقين تعرضوا للاعبين وبأسمائهم وقدموا تقييما مجحفا لعطائهم وكأنهم لجنة هدفها التعاقد معهم لأنديتها.. وبطريقة سمجة أشبه بسواليف المشجعين في المدرجات.. هذا رغم أن عهد بعضهم الكروي خال من الإنجازات الخضراء ومليء بالفشل والهزائم التي تسببوا فيها شخصيا وأمام منتخب الكويت بالذات.. ومع ذلك لم يظهر من ينتقدهم شخصيا وألقيت اللائمة على الفريق بأكمله.. وعموما أميز ما في الوضع وما يهون الأمر هو جهاز (الريموت كنترول) الذي ينقلك بعيداً عنهم إلى محطة أخرى غير مأسوف عليهم.