ربما .. أن من أبرز مشاكلنا.. أن نصدّق كل شيء.. ولهذا.. فإن الكثير ممن ضحكوا علينا.. جاؤوا من هذا الباب.. من باب تصديقنا لكل شيء.
** وتصديقنا بكل ما يقال لنا.. لم يأتِ بكل تأكيد من باب شدة عبقريتنا.. ولا من باب ذلك الذكاء المفرط فينا، بل جاء من باب (ذلك الشطح والبساطة).
** لست هنا لأعمم الحكم، ولكن الكثير تعرّض (للضحك عليه) بمعنى.. أنه (انضحك عليه) واستُغفل في عمل (ما).
** لعل أقرب مثال لذلك.. تشغيل الأموال.. أو لنقل.. الانتهازيون الذين جمعوا أموال الناس بالمليارات ثم ضحكوا عليهم وأكلوها..
** كيف لهؤلاء الناس أن يجمعوا كل ما يملكون.. بل ربما يستدينون ويدفعون بهذه الأموال لشخص (مجهول) لمجرد أنه قال.. إنه سيشغلها أو يتاجر فيها.. ولا يحمل هذا الشخص أي ترخيص أو مشروع واضح، ولم يطلعوا على ما لديه.. بل قذفوا بكل أموالهم له.. ليتفاجؤوا بأنه ورّط نفسه وورّط الآخرين.
** قصص كثيرة قيلت عن كيفية دفع الناس أموالهم لهؤلاء.. وكيف استطاع الكثير من هؤلاء جمع المليارات وليس الملايين فقط.. من أموال البسطاء والأيتام والأرامل والمتقاعدين.. جمعوا مليارات ثم استولوا عليها وتركوا هؤلاء.
** قصص أشبه بالخيال.. ويقال إنَّ بعض هؤلاء كان يوسط أناساً ويشفع بآخرين، ويحاول بكل الوسائل أن يعطي أمواله لمثل هؤلاء، حتى إذا نجح استبشر لأيام، وبلغ درجة عالية من السعادة؛ لأنه وضع أمواله في يد هؤلاء، فإذا به يصحو على ضياع تحويشة العمر، ولكن هيهات أن يجد مخرجاً لأزمته أو حلاً لها.
** كم من فضيحة أُعلنت؟
** الجهات المسؤولة تحذر وتحذر وتصدر التعليمات والتنبيهات.. ونحن نقع في الفخ تلو الآخر.
** وهناك من وقع في فخ نصابين أجانب.. بل بعضهم وقع في فخ نصابين (أفارقة).. قالوا إن لديهم قدرة تحويل (الألف) إلى مائة ألف.. والمائة ألف إلى عشرة ملايين، وهكذا.. وهناك مَنْ صدَّقهم وأعطاهم مبالغ.
** وهذا.. مثل الذي يصدّق ساحراً أو كاهناً أو مشعوذاً بأنه سيوسع رزقه أو (يعدل حظه) أو يفتح له باب رزق لينفق عليه ويمنحه أموالاً.. ليكتشف أنه نصاب كذّاب.. ولم يحصل منه.. إلا على الإثم والوقوع في الشرك.