الرياض - عبد الرحمن السهلي

على الرغم من أن مدة الإفصاح عن النتائج المالية الخاصة بالربع الرابع من عام 2008م لغالبية الشركات المدرجة في السوق المالية تنتهي يوم الأربعاء المقبل، إلا أن مخاوف المساهمين زادت بسبب تأخر عدد كبير من الشركات المساهمة (خصوصاً المدرجة منها في قطاعي البنوك والأسمنت) في الإعلان عن نتائجها المالية حتى الآن، مقارنة بالعام الماضي.

وقال المساهم محمد السليمان أحد كبار متداولين في السوق المالية أنه بمقارنة بسيطة بين مواعيد الإعلان لهذا الربع مع الربع المماثل من العام الماضي نجد أن البنوك وعدد من الشركات الكبرى ذات الأداء القوي تأخرت في الإعلان عن نتائجها المالية وهذا أدى إلى تخوف المساهمين من تعرض هذه الشركات لتراجع في أرباحها أو زيادة في خسائرها، ووصف السليمان هذا التأخير في الإفصاح عن نتائج الربع الرابع من عام 2008م بأنه ذو دلاله سلبية ويحمل معه كثيراً من المفاجآت غير المتوقعة.

من جهته يرى المحلل الاقتصادي محمد العمران أن الضغوط النفسية على المستثمرين تتزايد حالياً مع تزايد مدة تأخير الإعلان عن النتائج المالية لربع الأخير من عام 2008م وأضاف العمران إن الشركات ذات الأداء الربحي الجيد في قطاعي البنوك والأسمنت لم تعلن عن نتائجها المالية حتى الآن وأن البنك الوحيد الذي أعلن عن نتائجه هو (مصرف الإنماء) الذي يعد حالة خاصة، حيث إنه لم يمارس نشاطه التجاري حتى الآن. وبيّن العمران أن هذا التأخير له مؤشر واضح على اتجاه الأرباح ومعدلات النمو المتوقعة والتي لن تكون بالمستوى المأمول.

د. يحيى الجبر نائب الأمين العام للهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين أوضح في دراسة أجراها في وقت سابق حول توقيت الإعلان عن النتائج المالية في السوق السعودي أن قطاع الأسمنت هو أسرع قطاعات السوق في الإعلان عن نتائجه المالية يليه قطاع البنوك في حين أنه أبطاء القطاعات في الإفصاح عن نتائجه هو القطاع الزراعي.

كما بينت دراسة الدكتور الجبر أن موعد الإعلان عن النتائج المالية مرتبط بشكل كبير بمحتوى الإعلان فكلما كان هناك أخبار جيدة للشركة (مثل زيادة الأرباح) فإن الإفصاح عنها سيكون أسرع، أما إذا كانت هناك أخبار سيئة (مثل تحقيق خسائر) فإن الشركات المدرجة في السوق تتأخر في الإعلان عنها حتى آخر أيام المهلة النظامية التي تحددها هيئة السوق المالية للإعلان.

وحول الظروف الاقتصادية العالمية الحالية وتداعياتها على نتائج الشركات يرى الاقتصادي محمد العمران أن النتائج المالية لشركات السعودية سوف تتأثر بهذه الأزمة بلا شك وسيكون التأثر متفاوتاً حسب القطاع الاقتصادي الذي تنتمي له الشركة وحسب حجم نشاطها العالمي وتوقع العمران أن أرباح الربع الرابع للسوق بشكل عام ستشهد انخفاض مقارنة بأرباح الربع الثالث من عام 2008م في حين أنه سيكون هناك نمو بسيط في أرباح السوق مقارنة بالربع الرابع من عام 2007. وأضاف العمران إن ربحية قطاع الأسمنت ستتأثر بشكل كبير ولكن مع ذلك سيكون هذا القطاع هو أفضل السيئين مقارنة بباقي قطاعات السوق من حيث معدل النمو فيه، في حين أن نتائج بعض البنوك سوف تحمل تراجعات كبيرة.