التراجع من مستوى 147 إلى 37 دولارا أصبحت واضحة الآن في أنها تتجمع في بوتقة الركود الاقتصادي الذي بدأ يصيب الاقتصاديات الأكثر استهلاكا للنفط.. حيث إن الركود تسبب في تراجع كبير في الطلب على رحلات الطيران وأيضا في الطلب على شراء السيارات، وأيضا في الطلب على نقل العديد من السلع الاستهلاكية، وجميع هذه الطلبات تستخدم الوقود.. وكل ذلك راجع إلى ضعف القدرة الائتمانية أو غياب السيولة أو غياب القدرات الشرائية للمستهلكين. أضف إلى ذلك تأثير المضاربات والهجمة النفسية التي سببتها أزمة الرهن العقاري الأمريكي. مع ذلك فقد ساد التفاؤل بعد ارتداد سعر النفط ليلامس ألـ 50 دولارا خلال الأسبوع الماضي، بفعل الهجوم على غزة وأيضا بفعل أزمة الغاز الروسية وبفعل إعلان أوبك عن تقليص حجم الناتج بنحو 1.5 مليون برميل يوميا. إلا إنه عاد ليتراجع من جديد وليهبط إلى مستوى 45 دولارا حتى يوم الأربعاء الماضي.

تراجع أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي ليس هو التراجع الأول، إلا أنه يتسبب في قلق عميق للعديد من الاقتصاديات المنتجة والمصدرة له ليس لمجرد التراجع، ولكن لتزامنه هذه المرة مع معطيات ركود اقتصادي عام.. وبالتالي فإن التأثير السلبي يأتي مزدوجا هذه المرة.