الحاضر يعصف، بيد أن التاريخ ينصف، وكما وقف عبدالحميد الثاني 1842- 1918م ضد مشروع هرتزل، أعاد (رجب طيب أردوغان) 1954- صورة المشهد النقيّ القويّ ضد القاتل الصهيوني المحترف الذي سيغرق -كما قال- في دموع النساء والأطفال ويمثل بقعة سوداء في التاريخ الإنساني، وكان قد سجن عام 1998م لأنه قرأ في العلن نصاً شعرياً: (المساجد ثكناتنا، والقباب خوذنا، والمآذن حرابنا، والمؤمنون جنودنا).
|
* موقف شجاع استعدنا به سيرة الخليفة الذي رفض الملايين ثمناً لأرض فلسطين، فلم يأبه بالوعد، ولم يستسلم للوعيد، وفقد كرسيّه، مؤمناً أن فلسطين ملك للأمة لا يجوز التنازل عن شبر منها.
|
* تحالف ضده الأشرار، ومنهم (القوميون العرب) -بكل الأسف-، وقبلهم القوميون الطورانيون، ويهود الدونمة، وجمعية الاتحاد والترقي، وجمعية تركيا الفتاة، واتهموه بمذبحة الأرمن فأسموه (السطان الأحمر) وهي التي قال عنها مصطفى كامل: إنها نتيجة الدسائس الإنجليزية، وكان انقلاب عام 1909م الذي أرهص لإنهاء دولة الخلافة.
|
* لم يكن (الرجل المريض) كما كانت إمبراطوريتّه، وأطلق نداءه الجهير: (يا مسلمي العالم: اتحدوا)، وحارب الرشوة والفساد والإقطاع، ونظم المحاكم وقنن الأحكام، واهتم بالأقليات وعزّز الجيش، لكننا قرأناه في كتب القوميين مشوهَ الهويّة والطويّة، وقد آن لنا أن نتحرّر من إسارهم.
|
* كل شيء يتكرر، شجاعٌ يرث شجاعاً، وقومجي يستنسخ قومجيين، ونألم ممن يبرر المجازر بانتماء حماس دون التفاتٍ للناس، ولو كان ساكنو غزة قطيعاً من الحيوانات المفترسة لرقت القلوب لمقتلها البشع، لكنها دماء عربية، ودموع عربية تعلن سقوط (القوميّة العربيّة).
|
* حين توفي عبدالحميد رثاه شوقي 1868-1932م بقصيدته:
|
عادْت أغاني العرس رجَع نواحِ |
ونعيت بين معالمِ الأفراحِ |
كُفنتَ في ليل الزفاف بثوبه |
ودفنت عند تبلج الإصباحِ |
ضجت عليك مآذن ومنابر |
وبكت عليك ممالك ونواحِ |
|
|