يقول الخبر: (التجارة تدرس إنشاء جمعيات تعاونية)، وفي ثناياه يقول المدير العام للإدارة العامة للتموين في وزارة التجارة والصناعة السعودية صالح الخليل (في حديث نشره موقع العربية على الإنترنت الأربعاء 4 ربيع الأول 1429هـ - 12 مارس 2008م) أن هناك دراسة بدأتها الوزارة لإنشاء جمعيات تعاونية في السعودية، مشابهة لتلك التي تعمل في دول الخليج، والتي تشابه المحال التجارية، وسيعلن عنها قريباً بعد دراستها.

والمستهلك لا يزال ينتظر ورحى الأسعار تطحن ولا ترحم، ومن المحير فعلاً أن الدول من حولنا تتأثر بالأزمات، وتتأثر بقرار دعم السلع الحكومي ولكن عندنا كل شيء مختلف، لا يزال المواطن البسيط يذهب إلى السوبر ماركت بمرتبه التقاعدي 1800، ويحمل معه كيسين أو ثلاثة، ويحمل فوق صدره هموم الدنيا، فالمرتب انقضى من زيارة أو زيارتين لهذه السوق التي لا تعترف بالمعطيات الاقتصادية من حولها.

قد أكون مبالغاً بعض الشيء ولكن ليس في عدد المرات التي يزور فيها المستهلك البسيط السوق ولكن أنا فعلاً مبالغ في مرتب صاحبنا التقاعدي فـ 1800 قد يجد من يحسده عليها، وخصوصاً من الأرامل.

ودعونا نكون أكثر عملية، فما المانع من إنشاء جمعيات تعاونية في كل المدن والمحافظات؟

هل أضحت مصلحة التجار أهم من مصلحة مواطن خدم بلاده أكثر من 30 عاماً وفي الأخير يجد نفسه تحت رحمة أناس يزدادون غنى وهو يزداد فقراً؟

ولدينا في المملكة 161 جمعية تعاونية (وفقاً لموقع وزارة الشؤون الاجتماعية) منها الزراعية ومتعددة الأغراض والعمرانية والاستهلاكية وغيرها، لكن أياً منها لم تقم بما قامت به قريناتها في دول مجاورة استطاعت أن تطوِّق الغلاء وترحم المستهلك من نار الأسعار المحرقة.

صدقوني كثيرة هي الأدوار المنتظرة من تفعيل هذه الجمعيات أهمها (كما أورده الموقع الآنف الذكر) ضمان ثبات أسعار السلع والخدمات خصوصاً في القرى التي أُنشئت بها جمعيات تعاونية علاوة على توفير هذه السلع والخدمات، وتدريب المواطنين على أعمال الإدارة للمشروعات المختلفة، وتدريب المواطنين على الأعمال المالية والمحاسبية، وتدريب المواطنين على قيادة الآليات الزراعية وطرق صيانتها، وخدمة المجتمع وتنميته عن طريق دراسة احتياجاته واقتراح وسائل توفيرها، توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي المختلفة وخدمات الآليات الزراعية وأثرها في دعم الإنتاج الزراعي بمناطق عمل الجمعيات وتطوير الأساليب الزراعية القديمة إلى أساليب حديثة.

يا وزارة التجارة هل آن الأوان أم ننتظر معك أزمة غلاء أخرى؟