Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/01/2009 G Issue 13258
الخميس 18 محرم 1430   العدد  13258
أكَّدت ارتفاع القدرات الإبداعية للإعلاميين السعوديين
دراسة حديثة (للرفاعي) تبيِّن تحسن بيئة العمل الإعلامي السعودي

 

الجزيرة - أحمد الجاسر

أكَّدت دراسة حديثة أعدها الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن حسن الرفاعي الأستاذ بقسم الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على عينة من الإعلاميين السعوديين وعينة من المؤسسات الإعلامية العاملة في المملكة ارتفاع معدل إبداع الإعلامي السعودي، على الرغم من أن الإبداع الفردي في تلك المؤسسات لا يزال قياساً انطباعياً يتم في الغالب وفق معايير غير علمية مقننة.

وعرَّف الرفاعي الإبداع في المؤسسات الإعلامية على (أنه قدرة الفرد في المحيط الجماعي على الإنتاج الجديد والأصيل لمادة أو مواد إعلامية من مكون جديد أو قديم، سواء كان في المضمون أو الشكل أو التوقيت).

وأوضحت الدراسة أن طرق استقطاب وتكوين القوى الإبداعية لدى المؤسسات الإعلامية لا تزال بعيدة عن المفهوم العلمي الحديث، مؤكداً أن للإعلاميين قدرات متفاوتة ينبغي الاجتهاد في الحصول على أفضلها وكذلك العمل المستمر على تحفيزها وتنميتها.

وبينت الدراسة أن كثيراً من المؤسسات الإعلامية لا تعنى بمسألة استقطاب القوى الإبداعية من داخل أو خارج المؤسسة بشكل منظّم وفق أساس علمي ومدروس، كما أنها لا تعنى مُطلقاً بمسألة الاختيار وآلياتها بين القوى العاملة المستقطبة. وأرجع ذلك إلى أن المفهوم السائد للإبداع في المؤسسات الإعلامية لا يزال يقف عند مفهوم الإنسان (الموهوب).

وأوضحت الدراسة ارتفاع معدل الرضا عن بيئة العمل لدى الإعلامي السعودي في السنوات العشر الأخيرة، ويرجع الباحث هذا التحسن إلى تحسين مساحة الحرية للممارسة الإعلامية في المملكة، وارتفاع العوائد المادية.

وبيّنت الدراسة أن الممارسة الإدارية جاءت في مقدمة العوامل الأكثر إعاقة أو تحفيزاً للإبداع لدى الإعلاميين، يليها النمط القيادي السائد، مؤكّدة تراجع العوامل الاجتماعية، والسياسية، والدينية، حيث جاءت في مؤخرة العوامل المعيقة للإبداع عن الإعلامي السعودي.

ولاحظ الباحث من خلال معايشة الإعلاميين الشباب ومعاصرة الإعلاميين الكبار أن الضابط الديني تحديداً لم يعد يمثّل عائقاً كبيراً لدى الفئات العمرية الأصغر سناً، مبيِّناً أنها أكثر الفئات قدرة على التعايش مع القيود الدينية، بعكس الفئات الأكبر سناً من الإعلاميين.

وفي المستوى الثالث من الدراسة المتعلقة ب (قياس الدافعية للإبداع لدى الإعلاميين) احتل دافع الإنجاز الشخصي في مقدمة دوافع الإبداع لدى الإعلامي السعودي خصوصاً لدى الفئات الأصغر، وبيّنت الدراسة أن الحوافز غير المقننة، والتي تمارس على نطاق واسع في عدد من المؤسسات الإعلامية، تكون لها نتائج عكسية على الإعلاميين بكل فئاتهم. ووجدت دراسة الرفاعي أن من أهم أسباب رفض احتضان وتبني الأفكار الإبداعية لدى المؤسسات الصحفية يرجع إلى طبيعة العلاقة التنافسية الحالية لدى كثير من المؤسسات، حيث توجد حالة من الرضا بين المؤسسات لحصتها من السوق، مما يفسر جزء من حالة الركود التي تشهدها الصناعة الإعلامية السعودية.

وتوصلت الدراسة إلى نتيجة مهمة تؤكّد ارتفاع مستوى الإبداع لدى الصحفيين السعوديين، حيث أكّدت القياسات التي أجراها الباحث للسمات التي تكون الشخصية الإبداعية إلى أنه يغلب على الصحفيين السعوديين فئة عالي الإبداع والدافعية، وأن ذلك مؤشر على القدرات الكامنة لدى الإعلامي السعودي مع ملاحظة أنها تزيد عند الفئة العمرية الأصغر وتحديداً عند الفئة الأكثر تعلماً وعند العاملين في الإذاعة والتليفزيون. ومما لاحظه الباحث الضعف الشديد في مجال دراسات الإبداع الوظيفية عموماً، خصوصاً في مجال الدراسات الوظيفية التطبيقية، خاصة فيما يتعلق في جوانب تكوين وتنمية القدرات الإبداعية، وإدارة الإبداع للأفراد في المؤسسة، والبيئة الإبداعية.

وأوصى الباحث انطلاقاً من النتائج التي توصلت إليها الدراسة المؤسسات الإعلامية إلى الاهتمام بتنمية القدرات الإبداعية للإعلاميين من خلال إعطاء اهتمام أكبر بإدارة الموارد البشرية، وخصوصاً ما يتعلق باستقطاب القدرات الإبداعية من داخل وخارج المؤسسة على أسس علمية مدروسة، وكذلك الاهتمام باستقطاب المبدعين وتوسيع مفهوم الإبداع في المؤسسة الإعلامية ليكون قائماً على حقيقة تقول إن لدى كل إنسان طبيعي قدرات إبداعية، وعلى حقيقة علمية تقوم على أن الإبداع يمكن تنميته وتعزيزه بشكل مستمر، وعلى حقيقة علمية مؤداها أن الإبداع المؤسسي هو حاصل إبداع الأفراد تحت مظلة جماعية.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد