كثيرة هي جماعات الفنون التشكيلية وهي بلا شك في ازدياد وتنام عددي لكن الفاعل والناشط من هذه الجماعات يبدو لي أنه قليل بل إن بعضا من هذه الجماعات لا نسمع عنها أو عن حراكها إطلاقا عدا وجودها كاسم فقط وهذا بالتأكيد يتنافى مع الهدف الأساس الذي من أجله أنشئت هذه الجماعات ولست بصدد الحديث هنا عن الجماعات التشكيلية النائمة لكن بطبيعة الحال يعنيني كما هو حال الكثير من المتابعين والمهتمين في هذا الجانب هو الجماعات الفاعلة الجماعات التي تتحرك إيجابيا بشكل دائم بما يؤكد حضورها وتفاعلها مع كل الأحداث والمناسبات التشكيلية المختلفة من هذه الجماعات الموغلة في الحراك الجمالي هي جماعة فناني القصيم التشكيليين بقيادة ربانها الخلوق التشكيلي صالح النقيدان، وباقي أعضاء المجموعة.. ما يميز هذه الجماعة هو نشاطها وحراكها الفاعل في كل الاتجاهات فهي جماعة دائما موجودة وصوتها مسموع وما هذه الورش المتنقلة التي تقدمها هذه الجماعة والتي تتحرك هنا وهناك إلا دليل ومؤشر للتحرك الإيجابي فمن الجميل جدا أن ترى أعضاء الجماعة وهم يمارسون هواياتهم المحببة في الهواء الطلق وفي الطبيعة أمام أنظار الجمهور وبين مساقط المياه وبحيرات المطر وبطون الأودية وبين التلال والكثبان الرملية وشجيرات الغضا والقيصوم وغيرها من مرتفعات جبلية ورملية وخلاف ذلك من المعطيات التي أوجدتها قدرة الخالق سبحانه وتعالى أن تفاعل الجماعات مع ما يحيط بها من معطيات وحراكها وتفاعلها مع الجماعات والهيئات الأخرى هو الآخر مطلب مهم ومؤشر آخر لجمالية التفاعل وعذوبة الأداء.
ولقد شدني أيضا عندما قامت مجموعة من فناني القصيم التشكيليين أيضا بزيارة إلى بحيرة (الكسر) في محافظة الزلفي والرسم على الطبيعة هناك والالتقاء بإخوانهم وزملائهم فناني محافظة الزلفي ثم إن قيام مجموعة النقيدان وزملائه العدل والجدعان والرشيد والسويل والهقاص بهذه الزيارة الميدانية (الحبية) هي في واقع الآخر حراك جمالي جميل لأن في محافظة الزلفي العديد من الفنانين التشكيليين الشباب من أمثال عبدالمحسن الطوالة وعبدالله الحميدي وغيرهم والذين يتميزون بحماسهم وعشقهم لفنهم وحرصهم على الاستفادة من كل المعطيات والخبرات الجمالية الأخرى أيا كانت وبلا شك فإنهم بحاجة ماسة إلى مثل هذه اللقاءات وهذه الورش الطبيعية في الهواء الطلق والتي تتميز بالبساطة وجو المرح.