Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/01/2009 G Issue 13256
الثلاثاء 16 محرم 1430   العدد  13256
مطارات المملكة
فضل بن سعد البوعينين

 

نحن نصنع التميز ثم نتجاهله. النجاح لا يمكن ربطه بمشروع نستمد منه معلقات المديح إلى ما لا نهاية. والصرح العظيم إذا ما أهمل أصبح خاوياً مفرغاً من جماله الأخاذ. أما عجلة البناء فإذا ما توقفت توقف معها الإنجاز، وعادت بنا عقارب الساعة إلى الوراء محدثة فجوة تفصلنا عمن كان خلفنا قبل عقد من الزمان.

مطارا الملك خالد بالرياض، والملك فهد بالدمام يمثلان تحفة معمارية، ونقلة حضارية نجحت الحكومة في تحقيقها في وقت كانت فيه الإمكانيات محدودة؛ فأنجزا بحسب المواصفات العالمية. مطار الملك خالد أهملت صيانته فتدنت كفاءته واكتظ بالمسافرين الذين يقضون الساعات الطوال انتظاراً لرحلاتهم المؤجلة، ويعانون كثيراً إذا ما فكروا في استخدام بعض مرافقه الأساسية.

الصورة مختلفة في مطار الملك فهد بالدمام، صالات فارغة، وتدني في حركة الطيران الدولية على الرغم من اكتظاظ المنطقة بالأجانب، وتسربهم لمطارات الدول المجاورة. أما بعض مرافق المطار، خاصة دورات المياه، فهي لا تنتمي قطعاً إلى العصر الذي نعيش فيه. ما الذي قاد هذين المطارين للتراجع بدلاً من التطور والازدهار؟ القصور الإداري، ضعف الصيانة، غياب النظرة التطويرية ومواكبة التغيير هي أسباب رئيسة تسببت في تدني مستوى المطارين العالميين. مطارات الملك عبدالعزيز بجدة، الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، الطائف والمطارات الأخرى قطعاً لا يمكن القبول بها كمطارات تستحقها المملكة عطفاً على إمكانياتها وسمعتها الدولية، ومقارنة بمطارات الدول المجاورة.

رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المهندس عبدالله رحيمي أشاد في تصريحات صحفية بميزانية الخير، وأوضح أن نصيب الهيئة العامة للطيران المدني قُدر بـ 5149 مليون ريال. المهندس عبدالله رحيمي تحدث أيضاً عن مشروعات إنشاء مطار الملك عبدالعزيز في جدة، الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة ومطار الطائف، وتوسعة مطارات إقليمية أخرى. مثل هذه التصريحات الصحفية يعاد نشرها لسنوات مضت دون أن يُرى أثراً لها على أرض الواقع عدى بعض التحسينات التي أدخلت على صالات مطار الملك عبدالعزيز بجدة.

يبدو أننا لا نحتاج إلى مزيد من الأموال بقدر الحاجة إلى التنفيذ والإنجاز وترجمة خطط الحكومة إلى مشروعات محسوسة تُنجز في مدة زمنية محدودة. لماذا الانتظار طويلاً للحصول على مشروعات عالمية تتناسب مع سمعة المملكة ومكانتها. ميزانيات الخير لا تحتاج إلى إشادة المسؤولين، بقدر حاجتها إلى أن تترجم أرقامها إلى مشروعات محسوسة تعود بالنفع الكبير على الوطن والمواطنين. ميزانيات الخير تحتاج إلى العمل الجاد، والإنجاز السريع، وتحمل المسؤوليات الجسام. نصف ميزانية هيئة الطيران المدني يمكن أن تقضي على معظم مشكلات المطارات السعودية إذا ما أحسن استثمارها على الوجه الأمثل.

كل ما نتمناه أن يقوم معالي المهندس عبدالله رحيمي بزيارة مطارات المملكة، الصالات العامة، ثم يقارنها ببعض المطارات العالمية ليكتشف الفرق، فيكرس جهده لتطويرها ووضعها في مصاف تلك المطارات العالمية دون تأخير.

تعازينا لسمو الأمير سعود بن عبدالله

أصدق التعازي القلبية والمواساة نقدمها لسمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة شركة سابك، وللأمراء فيصل وفهد والعنود وهيا بوفاة والدتهم سمو الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن هذلول آل سعود، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يلهمهم جميعاً الصبر والسلوان.



f.albuainain@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد