Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/01/2009 G Issue 13256
الثلاثاء 16 محرم 1430   العدد  13256
أضواء
فشل إضافي للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

يتحدث كثير من المحللين الذين يتناوبون الظهور على محطات التلفاز وكتّاب الأعمدة في الصحف عن عدم قدرة العدو الاسرائيلي على تحقيق أهداف عدوانه على غزة رغم قضائه قرابة ثلاثة أسابيع، وهي فترة زمنية تعد طويلة في عمر الحروب المعاصرة.. وبخاصة في منطقتنا العربية، خصوصاً تلك التي تكون إسرائيل طرفاً فيها.. وفي السنوات الأخيرة الولايات المتحدة الأمريكية؛ لأنه (رغم تحرك) الأحداث التي أصبحت متسارعة، وبالتالي فرضت الحالة العامة على كل ما يحدث في الحياة العامة والمواجهات والتفاعلات اليومية، وهو ما انعكس على الحروب الثنائية والإقليمية وحتى العالمية.. فحروب السنوات القادمة ستنجز في فترة وجيزة.. بل وفي فترة قصيرة جداً ما كانت الجيوش تحتاج لتحقيقه أسابيع وشهوراً من أهداف، وهو ما شاهدناه فيما حدث من حروب؛ سواء في المنطقة العربية، كاحتلال العراق أو احتلال أفغانستان، وسبب ذلك ليس فقط لسرعة تحرك الأحداث وتزايد رتم حركة العصر، بل أيضاً لتطور الأسلحة التي تستعملها الأطراف المتحاربة؛ فالطائرات العملاقة مثل بـ 52 كانت تلقي قذائف أثناء حرب الاحتلال الأمريكية فتدمر المواقع العراقية في دقائق، وفي السابق كانت الجيوش تحتاج إلى أسابيع وربما إلى أشهر لتدميرها في ظل هيمنة الأسلحة التقليدية. ولهذا فإن تطور الأسلحة، وتطور الفكر الاستراتيجي وانتهاج القيادات العسكرية فكراً متطوراً يجمع بين تزايد سرعة رتم الأحداث، وما أضافت إليه الصناعة الحربية من أسلحة، أظهرت خططاً حربية واستراتيجية تجمع ما بين السرعة وقوة التدمير، وهو ما يسمى بالمصطلح الحربي (قوة النار وسرعة الحركة).

لهذا، وفي ضوء كل هذه المعطيات وفيما أعلن من أهداف للعدوان الإسرائيلي، وما كان يسعى الساسة الإسرائيليون وجنرالات العسكر إلى فرضه على الفلسطينيين والعرب معاً، وفي ظل صغر الرقعة الجغرافية الصغيرة لـ(مسرح العمليات) إذ يعد الشريط المستهدف من قطاع غزة، وليس فقط موقع إطلاق الصواريخ.. فإن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية كل هذه المدة.. يعد فشلا عسكريا ذريعاً؛ رغم ارتفاع حجم الخسائر في الجانب الفلسطيني وخصوصاً استشهاد عدد كبير من أهل غزة.. إلا أن عجز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عن تحقيق أهدافها يعد فشلاً كبيراً سيضاف إلى حجم الخسائر والتراجع الذي تشهده المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد