ألقيت هذه القصيدة بين يدي خادم الحرمين في لقائه بسماحة المفتي والمشايخ وطلبة العلم ورجال الفكر وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يوم الثلاثاء 10-1-1430هـ.
|
هَذا المُقامُ فلا رَحْلٌ ولا سَفَرُ |
وَمَا الرَّحِيلُ وقدْ زَانَ الثَّرى المَطرُ |
أُلقي عَصَايَ وأُلقي رَحْلَ راحلةٍ |
مَهْزُولةٍ هَدَّها الإضْلاعُ والحَسَرُ |
عُذْراً أبا متْعب أتعبتَ مادِحَكُمْ |
وَجَار فيما أرادَ البالُ والفِكرُ |
جَاوزتُ حَدَّ القوافي في مَداك مَدىً |
عَلَوتَ عنْها وفي أشطَانِها قِصَرُ |
مَجْدٌ تَسَلسَل مِن عبدالعزيز إلى |
إخْوانِ صدقٍ فما مَالوا ولا عَثَروا |
إذ أسس المُلكَ من دِينٍ ومَنْصفةٍ |
أجادَ غَرْساً وَهَا قدْ أيْنَعَ الثَّمرُ |
مَنْ ذا يقارِبُهُ في بُعْد هِمَّتِهِ |
عَنَّتْ لِسيرتِهِ الأعرابُ والحَضَرُ |
مَهْلاً إذا مَسَحَ التاريخُ مَفْرقَهُ |
لَكَانَ فيه لمَاضِي سَيْفِهِ أثَرُ |
أشهدتُ ربّي ومَنْ في الأرضِ قاطبةً |
أنِي بحُبِّك يا مولايَ أفْتخِرُ |
قُلِّدتَ من أمةِ التوحيد بَيْعتَها |
وَقُمْتَ فيها بِما لم تَحْمِلِ البَشَّرُ |
بحكْمةٍ منكِ قد أصبحتَ مقْصدهُمْ |
شَدُّوا إليك الرِّحالَ اليومَ وانْتظِرُوا |
فللرِّيادةِ معنى أنْتَ تُدْركُهُ |
كذلِك الشَمسُ والأفلاكُ والزُّهُرُ |
هُنَا الحقيقةُ لا ما يَدَّعُون بِهِ |
هَيْهَاتَ تَشتبِهُ الأشباحُ والصُوَرُ |
مَوْلاي مِن لجراحٍ كلِّها نَزَفتْ |
تَكَاثر الطَّاعِنونَ اليومَ وائتمرُوا |
مَولايَ غّزَّةُ آهٍ كُلما ذُكرتْ |
تَكَاد مِنْ هَمِّها الأكبادُ تَنْفطِرُ |
مُجَوَّعونَ وإسرائيلُ تقْتلُهمْ |
مُخَوَّفُونَ وَما في في القَوْم مُنْتَصِرُ |
إياكَ أعْني وَيَدعُوكَ الإلهُ لَها |
وَهَلْ يُعانَدُ أمْرُ الله والقَدَرُ |
مِنْ قَبْلُ جَمَّعْتَهم حتى تُؤَلِّفهمْ |
حَضَرْتَ أنْتَ وَذَاك الرُّكنُ والحَجَرُ |
يَا ليتهم سَمِعوا بالأمس نُصْحَكُمُ |
مَا كَانتِ اليَوْم بالأرْزاء تَسْتَعرُ |
العاطفيونَ فيما حَلَّ إنْ نَظَروا |
فَهَمْ خَطايا وأنْتَ الحقُّ والنَّظرُ |
يَا وَيْحهم أوردُونا الذَُّل يا أبتي |
وَعَزَّ في المُهْلِكاتِ السَّمْعُ والبَصَرُ |
والظاعِنُون مَع الإرهابِ لَيْسَ لَهُمْ |
سِوَى حُسَامِكَ ثمّ المُنْتَهى سَقرُ |
لكي تبرِّئ هذا الدينَ مِنْ تُهَمٍ |
إذْ لا عَليٌّ مَشَى فيها ولا عُمرُ |
وَيَمْكُرون وَكان الله مُطَّلعاً |
وَخَابَ ما دَبرُوا فيه ومَا مَكَرُوا |
سَاءَتْ وُجُوهُهُمُ مِنْ سُوءِ فِعْلهِمُ |
وَمَثْلُ وَجْهكَ يُستَسْقى بِهِ المطَرُ |
حَتَّام يَصْطلمُ الإسلامُ من فِتَنٍ |
سُودٍ تَحَالَفَ فيها النَّارُ والشَّررُ |
جَمَعْتَ أهْل النُّهى مِنْ كُلِّ طائفةٍ |
للسِّلم تدْعو وَبالإسلامِ تَأْتَمرُ |
وَقَفتَ وَقْفةَ حقّ قد صَدَعتَ بهٍ |
وَلَيس هَمَّك مَنْ غَابُوا وَمَنْ حَضَرُوا |
بذا أمِرْتَ وذا أمْرُ الإلهِ لَنا |
جَاءَتْ بِشرْعتِهِ الآياتُ والسُّوَرُ |
حَمَلْتَ همَّ الوَرَى ثم اصطبرتْ لَهَا |
وَقامَ لما عَدَلْتَ العِزُّ والظفرُ |
مَوْلايَ شَعْبكَ إنْ أوْرَدتهم وَرَدُوا |
حَوْضَ المَنَايا وإن صَدَّرْتَهم صَدَرُوا |
رَبيعةُ الخَيلِ مِلءُ الأرضِ صَوْلَتُها |
وأمَّةُ المَجْد في حَمْرائها مُضرُ |
وللجَحَاجِح من قَحْطَانَ رايتُهمْ |
إنْ وَاجهوا الموتَ ما هانوا ولا كُسِروا |
مَوْلاي شعبُك مَأمونُ العُهود على |
مَرِّ الجَدِيدَيْنِ مَا خَانُوا ولا غَدرُوا |
سَيْفٌ بِكَفِّك لا تَنْبُو مَضَارِبُهُ |
وَلَيْسَ يَخْذلُكُ الصّمْصَامَةُ الذَّكَرُ |
|