إبان الغزو الأمريكي للعراق كان الصحفيون الغربيون ومنهم الأمريكيون الذين رافقوا القوات الأمريكية في غزوها للعراق يتندرون من ابتداع الناطق الصحفي للقوات الأمريكية لمصطلح (نيران صديقة)، حيث كان يبرر سقوط قتلى من الجنود الأمريكيين في العمليات الحربية بأنهم قتلوا نتيجة إصابتهم بنيران أسلحة الأمريكيين أنفسهم، أو بنيران حلفائهم الجنود البريطانيين الذين شاركوهم في غزوهم للعراق.
الصحفيون الغربيون يعرفون أن القتلى الأمريكيين قد قتلوا بنيران رجال المقاومة العراقية، فقد كانوا يرافقون القطعات الأمريكية العسكرية، ولهذا فقد كانوا يتندرون على الناطق الصحفي العسكري الأمريكي، وأصبح مصطلح نيران صديقة مثار سخرية في برامج (التوك شو الساخرة)، إذ أخذ مقدمو تلك البرامج التي تحظى بالمتابعة في المحطات التلفزيونية يوظفون المصطلح لإثارة السخرية على من عممه وتخفى خلفه لإخفاء الحقيقة حول مقتل الجنود الأمريكيين.
الآن المصطلح يعود مرة أخرى من خلال الناطق العسكري الإسرائيلي الذي كرر استعمال (النيران الصديقة) مدعياً بأن الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا بعد كمين ناجح لكتائب القسام بأنهم قتلوا بنيران صديقة بعد أن وجهت دبابات إسرائيلية نيرانها إلى موقع كان الجنود الإسرائيليون يوجدون فيه.. هكذا زعم الناطق العسكري الإسرائيلي، إلا أن الصورة دائماً تفضح الكذابين، فبعد أقواله التي بثتها قناة الجزيرة القطرية بعد ظهر أمس، عادت القناة لتبث في المساء لقطات لقنص ناجح باتجاه أحد الجنود الإسرائليين ويشاهد وهو يصاب بمقتل يسقط بعدها من فوق برج الدبابة... بعدها تظهر الصور وفي مكان آخر تفجير لمنزل مفخخ استدرج إليه الجنود الإسرائيليون بعد أن نجحت عناصر القسام في تفخيخه وبعد دخول الجنود الإسرائيليين فجرت المقاومة الفلسطينية عن بُعد المنزل ليسقط عدد من الجنود الإسرائيليين قتلى.
الجميع شاهد الصور والعدسة لا تكذب... قناة الجزيرة القطرية كانت (متوازنة) في نقلها لأحداث حرب غزة، فهي تعطي الفرصة والوقت للناطق العسكري الإسرائيلي ليوضح أهداف العدوان الإسرائيلي وفي الوقت نفسه تنقل مواقف وأقوال قادة حماس... وتبث صوراً للعمليات لكلا الطرفين وتترك للمشاهد بأن يميز من الصادق ومن الكاذب... وهل الإسرائيليون سقطوا نتيجة إصابتهم بنيران صديقة... أم قتلوا بنيران رجال المقاومة الفلسطينية...!!