أَعْلَنَ الشِّعْرُ جَهْرَةً عِصْيَانَهْ |
وَرَأَى أَنَّ فِي السُّكُوْتِ بَيَانَهْ |
كُلَّمَا رُمْتُهُ أَشَاحَ حَزِيْناً |
وَتَوَارَى مُكَسِّراً أَوْزَانَهْ |
مُنْذُ سِتِّيْنَ وَهْوَ يَذْرِفُ... حَتَّى |
قَرَّحَتْ أَدْمُعُ الأَسَى أَجْفَانَهْ |
صَاحَ وَاسْتَصْرَخَ الضَّمِيْرَ وَأَلْقَى |
خُطَبَ العَزْمِ لابِساً أَكْفانَهْ |
مُنْذُ سِتِّيْنَ وَالدَّمُ الحُرُّ يَجْرِي |
وَهْوَ يُجْرِي بِلا صَدَىً أَلْحَانَهْ |
ظَنَّهَا تُشْعِلُ الحَمِيَّةَ... لَكِنْ |
أَشْعَلَتْ فَِي ضُلُوْعِهِ أَحْزَانَهْ |
صَاغَ وِجْدَانَهُ المُضَرَّجَ بِالغَيْرَةِ |
نَاياً فَصَادَرُوا وِجْدَانَهْ |
عِنْدَهَا لَمْ يَجِدْ سِوَى صَمْتِهِ |
المُرِّ فَوَلاَّهُ فِكْرَهُ وَلِسَانَهْ |
لاذَ بِالصَّمْتِ هُلْ تُرَى خَانَ؟ كَلاَّ |
صَمْتُ مَنْ يَمْلِكُ القَرَارَ خِيَانَةْ! |
إِيْهِ يَا غَزَّةَ الصُّمُوْدِ هَنِيْئاً |
خَسِرَ البَغْيُ فِي ثَرَاكِ رِهَانَهْ |
كَبِّرِي كَبِّرِي وَمُدِّي بِهَا الصَّوْتَ |
فَكَمْ زَلْزَلَ الصَّدَى أَرْكَانَهْ! |
وَاسْتَحِثِّي قَوَافِلَ الصَّبْرِ وَارْمِي |
بِاسْمِ مَنْ رَتَّلَ الوَرَى قُرْآنَهْ |
لا يُخِيْفَنَّكِ الرَّدَى حِيْنَمَا فَجَّ |
رَ فِي مُقْلَةِ المَدَى بُرْكَانَهْ |
فَمِنَ المَوْتِ لِلحَيَاةِ حَيَاةٌ |
تَمْنَحُ الحَقَّ عِزَّةً وَمَكَانَةْ |
إِيْهِ يَا غَزَّةَ الرِّبَاطِ إِلَيْكِ ال |
قَلْبُ وَافَى فَجَدِّدِي إِيْمَانَهْ |
لَمْ يَكُنْ وَحْدَهُ فَكَمْ مِنْ قُلُوْبٍ |
هَزَّهَا الشَّوْقُ فَاسْتَقَلَّتْ حِصَانَهْ! |
أَقْبَلَتْ تَطْلُبُ الشَّهَادَةَ عَافَتْ |
عَيْشَ مَنْ بَاتَ يَسْتَلِذُّ هَوَانَهْ |
مَنْ يَرَى فِيْكِ مَا يَرَى ثُمَّ يُغْضِي |
لَهْوَ مَيْتٌ لَمْ يَدْفِنُوا جُثْمَانَهْ |
إِيْهِ يَا غَزَّةَ الهُوِيَّةِ عُذْراً |
خَانَكِ اليَوْمَ مَنْ أَضَاعَ الأَمَانَةْ! |
أَوَ نَبْكِي عَلَيْكِ أَمْ أَنْتِ مَنْ يَبْ |
كِي عَلَيْنَا؟ جِرَاحُنَا هَتَّانَةْ |
مُنْذُ سِتِّيْنَ وَالخُطُوْبُ جِسَامٌ |
تُفْقِدُ العَاقِلَ الرَّشِيْدَ اتِّزَانَهْ |
غَيْرَ أَنَّا نَلُمُّهَا ثُمَّ نَغْفُو |
ثُمَّ نَصْحُو نَلُوْكُ دَانَةْ وَدَانَةْ |
هَكَذَا وَالعَدُوُّ يَرْنُو فَكَمْ زَا |
دَ وَزِدْنَا تَغَطْرُساً وَاسْتِكَانَةْ! |
أَضْرَمَ الأَرْضَ وَالسَّمَاءَ وَرَدُّ ال |
فِعْلِ شَجْبٌ بِشِدَّةٍ وَإِدَانَةْ |
بِرَخِيْصِ الكَلامِ نَلْقَى عَدُوًّا |
يَشْحَذُ الحِقْدُ سِنَّهُ وَسِنَانَهْ |
خَلْفَ أَوْهَامِنَا رَكَضْنَا وَلِلسِّلْ |
مِ شِعَارٌ دَمُ العُرُوْبَةِ زَانَهْ |
إِنْ يَطُلْ لَيْلُ صَمْتِنَا فَيَدُ الظُّلْ |
مِ سَتَمْتَدُّ... مَا لَنَا مِنْ حَصَانَةْ |
إِنَّهَا دَوْرَةُ الزَّمَانِ قَرَأْنَا |
وَرَأَيْنَا... فَحَاذِرُوا دَوَرَانَهْ |
إِيْهِ يَا غَزَّةَ الإِبَاءِ سَأَطْوِي |
حَرْفَ شِعْرِي فَلَيْسَ لِلشِّعْرِ خَانَةْ |
قَدْ بَلَوْنَاهُ مُنْذُ سِتِّيْنَ عَاماً |
وَهْوَ يُوْرِي بِهِمَّةٍ نِيْرَانَهْ |
إِنَّمَا مَا اسْتَطَاعَ تَحْرِيْرَ أَرْضٍ |
كَيْفَ... مَنْ كَانَ طِرْسُهُ مَيْدَانَهْ؟! |
مَنْ يُرِدْ عِزَّةً يَنَلْهَا وَلَوْ مَيْ |
تاً وَمَنْ هَانَ لَمْ تُضِرْهُ المَهَانَةْ |
7-1-1430هـ |
|