هلا بنت خالد تشكيلية وأديبة تخصصت في مجال فكر الطفل وألَّفت له قصصاً وحكايات طرزتها بريشتها فأبدعت في نسج العبارة وفي تقريب المفهوم بالرسم، عرفتها الساحة التشكيلية مبدعة في اللوحة، مساهمة في تأكيد دور المرأة في الثقافة السعودية من خلال الفنون التشكيلية بإنجازها العديد من اللوحات التي كشفت قدراتها التقنية في تشكيل العمل الفني فكان لها التميز بالألوان المائية والزيتية والباستيل، لامست في أعمالها العديد من الجوانب الإنسانية والبيئية، اقتنصت من الواقع أبرز ملامح الجمال فيه، تعاملت معها برهافة وشفافية، هذا العشق لم يتوقف عند الشكل المباشر بل امتد إلى ما هو أصعب، إلى فكر الطفل والتعامل معه بأدواتها الأكثر تأثيراً ابتداء من الفكرة التي لا يجيد اختيارها لهذه الفئة إلا من لديه بُعد النظر والوعي بكيفية ملامسة لحظة الاستيعاب في عقول الصغار لتزرع فيهم الوعي بالقيم والمبادئ التي تتضمنها قصصها، من خلال جسر قوامه القلم والريشة والألوان اللغة الأبلغ والأكثر تشويقاً.
تعرفت على عطاء التشكيلية هلا من أول معرض لها عام 1412هـ في قصر طويق بالرياض تلقيت بعد نشرنا خبراً عنها تضمن رؤية مستقبلية لإبداعها أجمع الكثير عليه.. خطاب من صاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد أعتبره وساماً ودعماً معنوياً لشخصي يشيد بمتابعتنا لعطاء هلا ولكل المبدعين خصوصاً لمن يخطون خطواتهم الأولى حيث قال: (في الحقيقة أن كلمة شكر قليلة في كاتب يُسخِّر قلمه ليرفع من معنويات كاتب أو فنان آخر ليرسم أجمل لوحة تشكيلية تبين التلاحم بين مواطنين يقومون على خدمة وطن واحد).. هذه العبارة الكبيرة في معانيها لكل منا جعلتني أستعيد الموقف لأجمع ما رأيته في ذلك المعرض الذي كانت فيه التشكيلية والأديبة هلا بنت خالد تضع أول بذرة لإبداعها وبين ما نتابعه أو نشاهده اليوم من نمو شجرة مثمرة ذات ظل وأرف.
لهذا أجد أنني أسعد المتابعين لنشاط التشكيلية الأديبة هلا الذي تواصل فيه ركضها نحو التميز والريادة في مجال يفتقر لمثل هذا العطاء موثقة به قيمة الفن ودوره في تثقيف المجتمع والارتقاء بذائقته مع ما حققته من تجاوز لمرحلة التجربة الى مساحة الاحتراف.
وإذا كنا سنتابع احتفالية التشكيلية والأديبة هلا بنت خالد يوم السبت القادم في الملتقى بحي الملز بمدينة الرياض تدشينها لقصص أربع جديدة تخص الطفل باللغتين العربية والانجليزية بالإضافة إلى أول إصدار ل(م. ف. س) مع ما سيقام ضمن فعالياتها من عرض للوحات التي ستتضمنها القصص، يسرنا أن نُذكِّر المتابعين ونضيف معلومة لمن لا يعرف أن هلا تشكيلية تمتلك الخصوصية والتميز في مجال اللوحة التشكيلية عبر استعراض بعض من لوحاتها التي يسعدنا أننا نحتفظ بما خصت به الجزيرة التشكيلية قبل أعوام يظهر فيها تنوع الخامة ومستوى ما تمتلكه من قدرة على ترويض كل منها واقتناصها لزوايا تختلف فيها الرؤى والرؤية عن سبل النقل الساذج إلى مرحلة الانغماس في أعماق الفكرة.
من جانب آخر تقول عنها الزميلة هدى العمر إن الفنانة التشكيلية وأديبة قصص الأطفال هلا بنت خالد بهذا المعرض تعانق اللون مع الريشة من خلال لوحات جميلة تعبيرية خيالية تُحدث في نفس الطفل طرباً وجمالاً.. تلك اللوحات وما تحتويه من رسومات استطاعت هلا أن تجعل منها عناصر أسطورية ذات شخصيات منفردة أبطالاً لقصص ذات وقع علمي شيق.