لم يكن ذلك نيروزاً وقطرا
لم يكن ذلك عطرا
لم يكن ذلك نسريناً وزهرا
ذاك ليل
فاحم السحنة أسود
ذاك غدار وغدر
ذاك ليل
لم يكن فيه بصيص لقمر
لا ولا حتى تقاسيم وتر
لا ولا حتى خبر
نحن كالشاة إلى الجلاد تدفع
نحن أسرع
نحن كالبرق تلاشا حين يسطع
نحن آلام على الأحشاء تزرع
نحن أبشع
ذاك ليل حالك
وسواد الهم أفظع
ذاك بلقع
ذاك نهر
من دماء الأبرياء
ذاك يتم
وثكالى وترملٌ
لبست أمتنا ثوب حداد
وتغطت بالسواد
بكت القدس وضجت بالدعاء
وشكى الأقصى إلى رب السماء
وقلوب العرب تبكي
آه ما أفظع تلك الغطرسة
لم تفرق
بين طفل ومحارب
حصدت كل البرايا
أغلقت كل الزوايا
أغلقت كل الدروب
لم يعد للسلم منفذ
لم تعد للحرب غاية
هي نار تتوقد
وأتون
هي أحقد
* عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
الأحساء - الهفوف