Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/01/2009 G Issue 13251
الخميس 11 محرم 1430   العدد  13251
عصافير غزة
علي الخزيم

 

عصافير تتطاير دون وجهة محددة تشرِّق ثم تغرِّب فتغيِّر اتجاهها فجأة لا تدري أين المفر, مذهولة مذعورة من هول ما تسمع وترى من ظلم البشر للبشر وجبروت القوة الغاشمة التي جعلت بين يدي طغمة لا تجد للرأفة مكاناً في قواميس لغتها, هل شاهدتم عصافير وطيور غزة المنكوبة في أعلى الصورة كلما تابعتم أخبار القصف الغادر بأسلحة عاتية مطورة بعضها يستخدم لأول مرة كتجربة على ضعاف عزَّل في تمرين عسكري لاختبار فاعلية وأداء الأسلحة المبتكرة وخطط حرب المدن والشوارع.. العصافير التي حلّق بها خوفها عالياً هي غير تلك التي أسفل الصورة فهذه قد وئدت مع أطفال غزة ونسائها وشيوخها الأبرياء الذين لا يملكون من وسائل الدفاع سوى دموع وعبرات من عيون ترمق الصغار وهم يسلمون الأرواح لبارئها نتيجة فعل رهيب من سلاح فتَّاك يقتل دون أن يدمي أحياناً, فكثير من الجثث التي تعرض على شاشات التلفزة سليمة من الكسور ونزيف الدماء (فبأي سلاح قتلت)؟!

وأجزم أن كثيراً من عصافير غزة، بل طيورها كلها وحيواناتها قد لقيت حتفها كمداً وغيظاً من غدر الإنسان بالإنسان وظلم ذي القوة لمن لا يملكها, عرفت وأدركت هذه البهائم بفطرتها أن من لم يرحم ابن جنسه الإنسان فلن يرحمها وأنها لا تساوي عنده أكثر من أخيه ابن آدم, حاولت الفرار ولكن أين المفر والظلم يطبق على الأجواء والأرضين؟!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد