Al Jazirah NewsPaper Tuesday  06/01/2009 G Issue 13249
الثلاثاء 09 محرم 1430   العدد  13249

وقفة مع كتاب (عبدالعزيز بن ثنيان بن فهد الثنيان في ذاكرة محبيه)
عبد الله بن حمد الحقيل

 

تلطف الصديق العزيز الأستاذ فهد بن ثنيان بن فهد الثنيان بإهدائي نسخة من كتابه الذي أعده عن أخيه لتوثيق ما كتب في رثائه، وهو عمل يشكر عليه لما فيه من تخليد لذكريات قد يمحوها الزمن. فقد اشتمل الكتاب على مقالات في رثائه، ولقد استهل الكتاب بمقدمة ضافية تجلى فيها الحب والوفاء وألم فراق الحبيب خاصة عندما يكون شقيقاً وحيداً غاب عن هذه الحياة الدنيا، وكذا عندما يكون فراق الحبيب والشقيق مفاجأة دون مقدمات كما حصل له مع شقيقه في حادث مؤلم مفاجئ حيث رحل عنه في ريعان شبابه، حيث جاء هذا الكتاب وفاء من فهد لأخيه فجسد هذه المشاعر من المحبين والأصدقاء حيث نظمها في هذا الكتاب فجاءت هذه المراثي ذكراً جميلاً فقد أحسن الناس في الثناء وأجملوا في الدعاء، والذكر للإنسان عمر ثان، ولقد شهدت أيام العزاء مشاطراً هذه الأسرة آلامها، ورأيت تدفق الناس ومحبتهم لوالده ولفهد وللأسرة جميعاً مما يدل على أن مجتمعنا مجتمع وفيٌّ أصيل، ولله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بمقدار، والله أسأل أن يجعل في فهد هذا الشاب الذي امتاز بحسن الأخلاق وكريم الصفات البركة، ولقد قيل:

والناس ألف منهم كواحد

وواحد كالألف إن أمر عنا

لقد اشتمل الكتاب على 444 صفحة وتضمن الفصل الأول التعازي والفصل الثاني مشاعر الأخوة والفصل الأخير مشاعر الأصدقاء والمحبين والأقارب، فتحية للأخ فهد على هذا الوفاء الواضح وعلى هذه المبادرة عن سيرة الراحل العزيز، وهو وفاء نابع من الأصالة والمحبة والقيم الكريمة، ولقد عرفت الشاب عبدالعزيز خلال زيارتي لوالده الذي تربطني به صداقة عريقة وكنت أراه عند والده وأسأله عن دراسته في الجامعة فكان شاباً بشوشاً يمتلئ بالطموح والعزيمة والصفات الحميدة وروح الشباب وكان صورة حسنة لما يجب أن يكون عليه الشاب من أدب وخلق وطموح وحب للعلم والمعرفة، أذكر ذلك مع الدعاء الصادق بأن يتقبله الله قبولاً حسناً.. ولقد قيل:

لكل هلال مطلع وأفول

وليس لما يقضي الإله بديل

وقول الآخر:

والموت نقاد على كفه

جواهر اختار منها الجياد

في هذا الكتاب صفحات أبرز فيها فهد ذكرى أخيه متجدداً بأقلام محبيه، فهي فيض زاخر من العواصف الجياشة فجاءت مؤثرة وبليغة ولمسات مواساة وحسن عزاء. وبالجملة فالكتاب وفاء من أخ لأخيه وإسهام يشكر عليه، حيث جمع هذه الشذرات من المقالات وجرى نضمها في عقد جميل.

هذا وبالله التوفيق.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد