|
الجروح ربما تكون هي الدافع إلى الإبداع الحقيقي في الشعر خاصة إذا كانت هذه الجروح تعزف على أوتار القلب الذي ينزف محبة تفوق تلك الجروح وتبني قصيدة تعانق مسامع متذوق الشعر وهنا نقف اليوم على تلك الجروح التي جعلت الشاعر الكبير سمو الأمير/ عبد العزيز بن محمد آل سعود (السامر) يبدع لنا في تلك الجروح التي أخرجت لنا إبداع جميل ورائع.
|
|
حينما تتلاحق الجروح واحدا تلو الآخر تجعل المجروح يقف بعفوية ليخاطب الجارح ويذكره بالجرح الأول ليتلقى الجرح الثاني بكل اقتدار ويرد على تلك الجروح بجرح من نوع آخر هو جرح الهوى الذي يدركه الوقت دون تنفيذه ليعود مرة أخرى يعاني من هموم الغلاء ليقول في هذه الرائعة:
|
الجرح الأول برى يامجدِّدْ الثاني |
ترى الغلا بالغلا وبشارتي شوفك |
أبجرحك بالهوى لاشك ماأمداني |
الله على جرح قلبٍ في لجا جوفك |
يوم ٍ عن الحب تامرني وتنهاني |
ويوم ٍ تناولني الإخلاص بكفوفك |
أعاني اللِّي من هموم الغلا تعاني |
لاشك رجواي بالله تسمح ظروفك |
القاك يا صاحبي شفق ٍ وتلقاني |
|
جميل أن يكون الحب من غير مصلحة والأجمل أن يكون العفو والصفح ممن جُرح لأن حبه من الروح للروح وهذا يدل على سمو نفس وعقلية السامر الذي قال:
|
ودِّي تشوف الهم وشلون سوّى |
في حال من حبّك على غير مصلوح |
جرحتني جرح ٍ جديدٍ تلوّى |
على خفوق ٍ منك بالحيل مجروح |
وسويت فيني شي ما ينتسوى |
واقول ياسيد المماليح مسموح |
لا يا بعد من جابوا آدم وحوّا |
خطاك مهما صار منسي ومدموح |
الجرح الثالث: (جرح على جرح)
|
وهنا نوع آخر من الإبداع في تحمل الجروح حتى يصل به إلى حد نسيان الجرح، ثم يشيد صرح الغلاء ليبهر به من جرحه ويسكنه بذلك القصر المفعم بالحب لكي يسعد بدنياه
|
لو إن جرحي منك جرح ٍ على جرح |
والله لأمشي لك على كلّ ما ارضاك |
آخر جروحي يوم ناقف ورا السرح |
وتضفي عن الماشين من دوني رداك |
ولولاي أخاف اليوم من طولة الشرح |
والله لأزور حماك ما هوب يخفاك |
الجرح الرابع :( جرح المحبة)
|
وها هو جرح المحبة يتجدد من جديد في خافق السامر ليكون رمزا من رموز المحبة في عالم تحفه مخاطر الموت
|
إن مت من حبك تحملت ذنبي |
وكل على ما قيل يبلش بذنبه |
ليتك عن اللي تضمر اليوم تنبي |
إن كان بك همٍ مضايقك فأنَّبه |
وقف بمفهوم المحبة بجنبي |
من حب ياقف من يحبه بجنبه |
الجرح الخامس: (جرح التجاهل)
|
صعب التجاهل في عالم العواطف ولكن يكون الأصعب في تحويل هذا التجاهل إلى عالم من الحب الرائد الذي يحمل في طياته عتب يخالطه السماح:
|
ورى يا صاحبي ما قلت لي تسلم يزول الباس |
مريضٍ والتجاهل منك نقض طيب جروحي |
أحسب أنك تجي قدام يالغالي يجون الناس |
ولكن كن ما انتب للمنادي سامعٍ موحي |
أبي منك العلوم اللي تفرح خاطري من راس |
خطا اللي غاليٍ مثلك مدى الأيام مدموحي |
الجرح السادس :(جرح العيون)
|
لكن هنا جرح العيون استوقف السامر وجعله يصف تلك الجروح من الصعب أن تبرى تلك الجروح حتى ولو حاول أن يبحث لها عن طبيب خاصة وأنها بتوقيع من ظلم الحبيب حتى ولو رفع الصوت فلن يجد له من يجيب:
|
يا محمد حال مجروح العيون |
لو تداوي يا محمد ما تطيب |
العزا ترعاه خاينة الظنون |
بهمٍ مقيمٍ.. وهمٍ لي غريب |
الهموم اللي تداعى بالشجون |
والله إني من تداعيها مريب |
والعواذل.. كلهم ما يرحمون |
ولو يصيح المبتلى ماله مجيب |
|
عندما نقف على إبداعات السامر في مختلف أغراض الشعر نجد أن كل غرض من هذه الأغراض له نكهة خاصة تزخر بالكثير من الصور الشعرية التي تجعلنا غير قادرين على تحديد مواطن الإبداع الجمال في قصيدة واحدة حتى جروح السامر لها نكهة خاصة مغلفة بالكثير من الخيالات المجروحة..
|
فشكرا لجروح السامر التي جعلتنا نتذوق الإبداع في هذه الجروح.
|
|