وبدأت بالأمس بوابات النوايا تتسع وتشرع عن خمس جهات طوقت غزة بحزام الغدر براً وبحراً...
فتفرغوا لها بعد أن انصرفت عنهم قلوب ينخر فيها داء الشر.. يملؤها فراغاً من الخير، يجرد أفعال أصحابها من الحكمة والوعي والصدق لشعاراتهم وادعاءاتهم.. يعريهم في وضح النور بعد أن تسللوا في غياهب الظلمة.
يتلصصون كما الأفاعي ليجسوا نبض الصامدين.. هؤلاء الذين سيكون لهم الغلبة وإن تأخرت.. لكن بوادرها ثبات على يقين، وبذل بفدا، وثقة في آخرة مآلها الجنة يوم يضرب بينهم بسور باطنه فيه الجنة وخارجه نار حامية.. مؤمنون بأن الدنيا ليست غير معبر عاجل ما يلبث أن يمرق طريقها كما اللمحة والبقاء الخالد لمن صمد وصبر وصدق ما عاهد الله عليه.
تفرغوا لغزة وفلسطين إن لم تلحقوا بالميدان فلا تتأخروا عن القبلة تفضون بين يدي الرحمن دعاءً عريضاً وتصلون لها ما شاء إيمانكم.
تفرغوا لها بعد أن فرغت مجالس قادة العالم من كلمة صدق وموقف حق وموضوعية في زمن يدعون أنه سدة التحضر ومحور العولمة والقرية الواحدة وخندق المصير الإنساني ليكون عالماً من الرحابة والخضرة والسعادة والبناء.. فإذا بغزة تكشف هشاشة الديمقراطية والصدق ووقفة الرجل وكلمة العدالة، وتلقي عن حقوق الإنسان غلالة باهتة ممزقة رموها في وجه العراء فجاءت غزة لتمحي عن العيون غشاوتها ما بقي في أجساد أبطالها نبض.
تفرغوا للحق حتى تنكشف مساربه.. وللعزاء حتى تمضي ركائبه.. وللأمانة حتى ينال منها ولو قشة في ركام.