الرياض - سعيد الغامدي
لم يدر بخلد الشاب ابن الثلاثين عاماً بعد فرحته بزواجه - الذي لم يهنأ بالعيش بعده أكثر من ثلاثة أشهر- أن تنقلب حياته رأساً على عقب.. بعد حادث أليم جعله طريح الفراش ملازماً له منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، لا يستطيع الحراك ولا قضاء احتياجاته الخاصة إلا بمساعدة (زوجته) التي لم تتخل عنه وظلت ملازمة له ترعى شؤونه.
هذا الشاب (أبو عبدالعزيز) زارته (الجزيرة الإنسانية).. شاهد ته عن كثب.. حاولت أن تستنطقه.. لكنه لم يتفوه إلا بكلمات قليلة كانت تحكي عمق المأساة.. قائلاً إنه أصابه الشلل الرباعي من جراء حادث مروري مروع، عندما كانت زوجته برفقته. وبكلمات معدودة والألم يعتصره من الداخل: أنا هكذا منذ أكثر من ثلاث سنوات أبحث عمن يأخذ بيدي لعلاجي.. بعد أن تراكمت عليَّ الديون من كل حدب وصوب إلى أن أصبحت معرضاً للطرد من المنزل الذي أسكنه بالإيجار أنا وزوجتي في أي لحظة بعدما حل عقد الإيجار السنوي، إضافة إلى مديونيات أخرى تراكمت وأصبح أهلها أكثر الزائرين.. تعب من الحديث وبعد تنهيدة عميقة.. انسابت دموعه من عينيه تحكي حجم المعاناة التي يعيشها.
في المقابل تقول زوجة (أبو عبدالعزيز): هناك من يلاحقنا مطالباً بدينه وآخر بإيجار المنزل.. تكالبت علينا الهموم والأحزان، ولا سند لنا بعد الله تعالى أنا وزوجي المقعد الذي ألازمه وأرعى شؤونه.. ننتظر سوياً أملاً في العلاج وبريق من الأمل في مد يد العون والمساعدة من ولاة الأمر وأصحاب القلوب الرحيمة.