غزة - بلال أبودقة - نيويورك - أ.ف.ب
فشل مجلس الأمن الدولي ليل السبت في الاتفاق على بيان يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، على ضوء الهجوم البري الإسرائيلي الذي أثار إدانة دولية.
فبعد أربع ساعات من المناقشات المغلقة التي عقدت بدعوة من ليبيا الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن، انتهى الاجتماع من دون التوصل إلى اتفاق لتوجيه نداء إلى إسرائيل وحماس لوقف العدوان الإسرائيلي.
والاجتماع كان الثالث الذي يعقده مجلس الأمن الدولي منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة في 27 كانون الأول - ديسمبر. وكان المجلس أقر الأحد الماضي مع بداية العملية الإسرائيلية بياناً غير ملزم يدعو فيه إلى وقف العمليات القتالية.
وقال السفير الفرنسي الذي يرئس مجلس الأمن جان موريس ريبير (لم يحصل اتفاق بين أعضاء المجلس).
لكن السفير الفرنسي أضاف (كان ثمة تلاقياً كبيراً جداً في وجهات النظر للتعبير عن قلقنا الكبير من التصعيد ومن تدهور الوضع) و(للدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار يتم احترامه).
وقال ريبير إن التوافق في وجهات النظر هذا ظهر كذلك حول ضرورة (حماية السكان المدنيين) في غزة و(السماح والتسهيل بتوفير مساعدات إنسانية) إليهم.
وكانت ليبيا باسم جامعة الدول العربية عرضت مشروع بيان في وقت سابق على المجلس يعرب عن (القلق العميق) من الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة، ويدعو الطرفين إلى (إعلان وقف فوري لإطلاق النار واحترامه بالكامل).
وقال دبلوماسي غربي إن أعضاء مجلس الأمن كانوا متفقين على (الجوهر ولكن ليس على الشكل) .. وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة لم تكن ترغب بالتوصل إلى (شيء) رسمي.
لذا انتهى الاجتماع بملخص بسيط عرضه رئيس مجلس الأمن على الصحافيين.
وأوضح الدبلوماسي نفسه أن ليبيا أصرت من جانبها على صدور (إعلان من مجلس الأمن إلى الصحافيين على الأقل) إذ إنّ أي وثيقة رسمية تحتاج إلى توافق الأعضاء الـ 15 في مجلس الأمن.
وشددت طرابلس على أنّ الوضع في غزة والهجوم البري الإسرائيلي عليها يبرران هكذا إعلان.
وأسف السفير الليبي جاد الله الطلحي للعجز في التوصل إلى اتفاق محملاً الولايات المتحدة مسؤولية ذلك.
ولا يزال مشروع قرار عرضته ليبيا باسم المجموعة العربية يدعو إلى وقف أعمال العنف في قطاع غزة مطروحاً على مجلس الأمن الدولي.
من جانب آخر وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأحد ب(المهزلة) عدم توصل مجلس الأمن الدولي إلى توافق على نص يدعو إلى إنهاء القتال في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم في بيان إن (ما جرى في مجلس الأمن مهزلة ويوضح مدى هيمنة أمريكا والاحتلال الصهيوني على قراراته).
وأضاف إن مجلس الأمن يؤكد (بذلك على انحيازه للاحتلال ويعطي فرصة للاحتلال (الإسرائيلي) لاستكمال مجزرته في غزة).
من جهة أخرى دان برهوم موقف رئاسة الاتحاد الأوروبي التي تتولاها تشيكيا ووصفه بالمنحاز.
واعتبرت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي السبت إن إسرائيل ليس من حقها القيام بتحركات عسكرية (تؤثر إلى حد كبير على المدنيين) في رد فعل على الهجوم البري على قطاع غزة.
وكان رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك قال في البداية بلسان المتحدث باسمه جيري فرانتيسيك، إن العملية الإسرائيلية تعتبر (دفاعية أكثر منها هجومية).