الذين عرقلوا عمل مجلس الأمن الدولي وعطلوا إصدار قرار بوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة الذي اتسعت مساحاته وتعددت أدواته هم بالتأكيد شركاء للمجرمين الإسرائيليين، فبعد ثمانية أيام من الغارات الجوية وقصف المدافع والبوارج الحربية وسَّعت إسرائيل عدوانها على الشعب الفلسطيني وشنت هجوماً برياً من أربعة محاور، وفتحت معابر فلسطين مع الأرض المحتلة للدبابات والأشرار والقتلة من جنود إسرائيل، بدلاً من أن تفتحه لشاحنات الغذاء بعد كل هذا الاجرام يعمل من بيده القرار على استمرار العدوان...!!.
فمع اتساع العدوان وتعدد أدواته وتزايد سقوط المئات من الشهداء من الأطفال والنساء وآلاف الجرحى ونفاد الغذاء وقلة مياه الشرب، تقف أمريكا سداً مانعاً أمام مجلس الأمن الدولي للقيام بمسؤولياته في وقف هذا العدوان الغاشم، فمندوب أمريكا يمارس دور الشيطان في مجلس الأمن ويمنع ما تبقى من الخيرين من ممثلي الدول الأخرى لاتخاذ قرار وقف العدوان الإسرائيلي على غزة فوراً، وفتح المعابر لدخول الأغذية والسماح بخروج المصابين والمرضى للعلاج.. ولأن سطوة الشيطان أقوى من الآخرين، فقد انفض مجلس الأمن الدولي دون أن يصدر أي قرار ولا حتى بيان رئاسي.. بل وبلا تصريح صحفي. منتهى التحدي ومنتهى الاستهتار بأرواح الضحايا الفلسطينيين الذين تعدى عدد شهدائهم وجرحاهم الأربعة آلاف.. فالأمريكيون يعتبرون كل هذا الإجرام وكل هذا القتل والتدمير نوعاً من الدفاع عن النفس يقوم به الإسرائيليون لوقف الصواريخ التي تطلق من غزة ولابد من إعطاء الوقت للجلاد حتى يزيح الصواريخ حتى وإن قتل كل أهل غزة.
أما الاتحاد الأوروبي الذي ترأسه منذ بداية الشهر الميلادي الحالي دولة التشيك، فيظهر أن تمادي من خرجوا من عباءة الهيمنة السوفياتية في إثبات ولائهم للإمبريالية الأمريكية لا يتم بمفهومهم إلا بالولاء المطلق للسياسة الأمريكية والمزايدة على دعم الأمريكيين للصهيونية ولممثلتها إسرائيل، فوزير خارجية التشيك وممثلها في الاتحاد الأوروبي يصرح بأن ما تقوم به إسرائيل من اجتياح بري لقطاع غزة هو هجوم دفاعي.
هذا السياسي التشيكي بتصريحه هذا يتخلى عن تاريخه وتراث بلاده السياسي، فهو يصنف عدوان إسرائيل على غزة الذي لا يختلف عن الغزو السوفياتي لعاصمة بلاده، إبان الجمهورية الجوكوسلفاكية، الذي يؤرخ إليه شعبه ب(ربيع براغ) بل أكثر قسوة وسقوطاً للشهداء وتدميراً للمنازل والبنى التحتية.
يومها وقف العالم جميعاً إلى جانب أهل براغ وتعاطفوا مع التشيك واعتبروا أن التوغل السوفياتي اعتداء على سيادة دولة ومحاولة كسر إرادة الشعب، واليوم يأتي من جنى ثمار وقوف الشعوب مع بلاده، ليعطي الحق للمعتدين والمجرمين في التنكيل بشعب ويعطيهم الحق في إبادة شعب لا يريد سوى تطهير أرضه من المحتلين.
jaser@al-jazirah.com.sa