غزة اليوم سماؤها تمطر ناراً وأرضها ترتوي بدماء أبنائها من قتلة الأنبياء والرسل أولئك اليهود الذين أثبتوا للبشرية أنهم لايطئون موطئاً إلا وديدنهم الفساد فيه (وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا)أقدموا وتجرؤوا على هذا الخراب لا بقوتهم بقدر ما هو بضعفنا
واستكانتنا وتشتتنا وخلودنا للدنيا وتمتعنا بحلالها حد الترف مما أضعف الإحساس بدواخلنا فطاب لنفوسنا التذلل والهوان والخضوع واللين للأعداء, إن السكوت اليوم عما يجري بغزة كفى به ذنباً، ليس هذا فحسب بل إن هناك ممن يحسبون علينا ينافحون بأقلامهم عن الصهاينة، إنهم يعملون في الخندق الآخر (خندق العدو)، أقلام تبرر للعدو جرائمه، أقلام تجردت من العدالة والحقائق، إنها عين الانهزامية حقاً، بينما نقرأ لأقلام غربية جريئة الحقائق، فهذا روبرت فيسك الكاتب القدير بصحيفة اندبندنت البريطانية يدافع عن الفلسطينيين بعدالة وشجاعة حيث يقول (ودائماً ما دعا بوش الأب وكلينتون وبوش الابن وبلير وبراون كلا الطرفين لممارسة (ضبط النفس) - كما لو كان الفلسطينيون كالإسرائيليين لديهم مقاتلات إف 18 ودبابات ميركافا ومدافع ميدانية. فقد قتلت صواريخ حماس البدائية الصنع عشرين إسرائيليا فقط خلال ثمانية أعوام، لكن حرباً خاطفة ليوم واحد بواسطة المقاتلات الإسرائيلية تقتل نحو ثلاثمائة فلسطيني أمر عادي). فإلى متى يستمر موقفنا في مثل هذه الظروف أليس هناك جهود دبلوماسية جادة وصادقة لإيقاف المجزرة الصهيونية عن أبنائنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا في غزة! أليست هناك خطة لردع العدو! إن حماس الصامدة راعت ضعف وتقهقر العرب لذلك لم تطلب من دولهم سوى فتح معبر رفح بشكل نهائي ودائم وقطع العلاقات مع العدو الصهيوني ولم تطلب منهم أن يعلنوا الحرب على الاحتلال فهل من مجيب؟ ومن لم يغضب اليوم فلن يغضب أبداً. آن الأوان لقادة فتح وقادة حماس لحقن دماء أبنائهم، فلا بد للطرفين من توحيد الصف والكلمة ونبذ الخلافات بينهما أو على الأقل تأجيلها والتسامي عنها وملء هذه ثغرة انقسام الصف الفلسطيني فالعدو بغزوه الأخير هذا لم يجد طريقاً سواها ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
mohammadaljabri@hotmail.com