لن أعيد أو أزيد على ما ذكره الزملاء الأعزاء هنا في الجزيرة أو ملحق الشرق الأوسط عن استقالة أحد رموز التحكيم وأحد أقطاب إدارته وقدوته في النزاهة والحيادية الزميل الأخ عبد الرحمن الزيد.. فالاستقالة قُبلت غير مأسوف عليها وليس عليه بالطبع والفارس ترجَّل عن جواده والمحارب فضَّل أن يستريح ويريح من أزعجهم قول الحق وذكر الحقيقة وسلك دروب الاستقامة من الراغبين في تحقيق المكاسب بطرق ملتوية وغير شرعية لتعويض النقص وعدم مجاراة الآخرين ممن يعملون ويبذلون ويخططون لتطوير فرقهم وتجهيزها للبطولات واعتلاء المنصات بعيداً عن الرغبة في التسلق على حساب الواقع والحقيقة ونظرية المؤامرات والدسائس.. ولذا فهم لا يترددون في إطلاق التهم والتجني على كل من يجتهد ويعمل بما يخالف أهواءهم ويحقق مصالحهم وأهدافهم المريبة.. ساعدهم في تحقيقها بعض الإعلاميين المُبتلي بهم وسطنا الرياضي الذين حوَّلوا الوضع في الصحافة المقروءة والفضاء المرئي من إعلام ناقد إلى إعلام حاقد ومتجنٍ سمته الكذب وقلب الحقائق وتزوير التاريخ مع سبق الإصرار والترصد وبأسلوب (مقزز) يخجل منه المشجعون وحاملو الطبول في المدرجات.
ما يزعجنا أنه رحل أبوزيد ورحلت معه أحلامه وطموحاته وأمله بإيجاد جيل تحكيمي متمكن ومستقل لا يرضخ للضغوط ولا يستسلم لمحاولات النيْل منه من أجل كسب وده وتجريده من حياديته.. رحل وهو يحاول أن يبني بقلب نزيه وعزيمة صادقة منظومة تحكيمية فوق مستوى الشبهات ولا تحوم حولها الشكوك وسوء النيات.. جمع أوراقه (ولملم جروحه وانسحب).. بعد أن أدرك أن لن يناله من جهوده ومحاولاته إلا التعب ووجع الرأس والنيْل من أمانته والطعن في ذمته.
أنا أعرف الرجل شخصياً وتشرفت بمزاملته في الجريدة عدة سنوات فعرفت في شخصه خلاف سلوكه المميز وتدينه طموحاً بلا حدود ورغبة جامحة في تحقيق النجاح في كل شيء فأكمل الجامعة وهو على رأس العمل ولم يمنعه عمله في الصحافة ولعبه لفريق كرة اليد الهلالي في أن يلتحق بمجال التحكيم ويصبح أفضل حكم سعودي بل وآسيوي ويشارك في تحكيم المباراة النهائية لكأس العالم عام 98م بباريس بين منتخبي البرازيل وفرنسا.. ما صدمه وما لم يستطع أن يصمد أمامه هو النهج القذر والسلوك المشين الذي اتسم به الطرح الإعلامي تجاهه دون أن يكون له ناقة أو جمل فيما حدث فهو ليس حكم المباراة القضية عديمة الأهمية وليس مراقبها ولسنا على يقين بأنه هو من كلَّف حكمها..
وفي النهاية رد على كل هذا بتوكله على أعدل العادلين ورضاه بحكم أحكم الحاكمين.. و(حسبي الله ونعم الوكيل).