عندما غادر الأمير خالد الفيصل منصبه كمدير إدارة الشباب واتجه لمنطقة عسير كأمير لها، كان قد وضع الرياضة وهمومها جانباً وتفرغ لخطط التنمية وبناء المشروع السياحي كخيار إستراتيجي اقتصادي وطني مهم، وانحصر فكره في الإنسان العسيري الذي راهن عليه. ولذا التزم الأمير خالد الفيصل الصمت فيما يخص الرياضة بالذات وترك الحوار مفتوحاً بين الأضداد حول فكرة دورة كأس الخليج. وقد استمر صمت الأمير خالد الفيصل أكثر من ثلاثين عاماً، وقبل افتتاح دورة كأس الخليج الخامسة عشرة التي أقيمت في الرياض نجحت في الانفراد بالأمير خالد الفيصل عندما كنت رئيساً للقسم الرياضي بجريدة الوطن، وتحدث لأول مرة عن الفكرة وأكد لي أن منتخب البحرين كان في زيارة ودية للرياض للعب مباريات ودية عام 1968 وأثناء حفل العشاء للضيوف، قال: ألقيت كلمة ترحيبية بالضيوف وحثثت على زيادة تبادل الزيارات بين الرياضيين الخليجيين وطالبت بإقامة دورة تجمع أبناء الخليج على كأسها، وأشاد الحاضرون بالفكرة بما فيهم الضيوف وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن خليفة رئيس الوفد البحريني. وذكر الأمير خالد الفيصل أن الفكرة أخذت بعداً أكثر في اليوم التالي بعد معرفة الملك فيصل بالفكرة ووجهني بأن تقام الدورة الأولى في البحرين لأنها كانت تمر بظرف سياسي يستدعي التفاف كل الخليجيين معها. وقال الأمير خالد الفيصل في حواره التاريخي الذي تم نشره في جريدة الوطن: لقد أمر الملك فيصل -رحمه الله- بدعم الأشقاء في البحرين من أجل استضافة هذه البطولة. وكان لحوار الأمير خالد الفيصل أصداء واسعة النطاق في حينه. وسارع رئيس الوفد البحريني الشيخ فواز بن محمد بن خليفة لعقد مؤتمر صحفي في فندق الهوليدي إن بحضور الخليجيين صحافة ومسئولين ورفض الاعتراف (بالفكرة للسعودية والتنفيذ للبحرين) لكن مداخلات بعض الحضور مثل زاهد قدسي -رحمه الله- تصدت للموقف، وكثر اللغط بجدلية واجهها الجانب السعودية بالصمت لأن الصمت حكمة. وبعد برهة من الزمن أتى شاهد من أهل الدار حيث تحدث الشيخ عيسى بن راشد عن دورة الخليج وأكد أن الفكرة للأمير خالد الفيصل، بل وطالب بتكريمه كرمز في كل دورة خليجية. ثم أكمل الجهد التاريخي الزميل محمد القدادي الذي انتزع من الأشقاء في البحرين اعترافاً صريحاً بالفكرة للأمير خالد الفيصل ووثق ذلك بمهنية عالية وأصبحت كل الأوساط الخليجية على معرفة تامة بأن الفكرة سعودية والتنفيذ للأشقاء في البحرين الذين بذلوا جهوداً كبيرة لإقامة هذه البطولة التي ظهرت للوجود عام 1970 واستمرت إلى الآن كرمز لوحدة وترابط أبناء الخليج.
نحن على أبوب دورة كأس الخليج في نسختها التاسعة عشرة التي تنطلق غداً في سلطنة عمان، وليس مهماً الحديث عن تاريخ البطولة لأنه أصبح محسوماً بتأكيد الفكرة للسعودية والتنفيذ للأشقاء في مملكة البحرين. وليس مهماً الترشيحات التي تسبق الحدث في كل دورة جديدة، فكل المنتخبات الخليجية ارتفعت مستوياتها الفنية، ولكن الأهم هو التوقف عند هذه الدورة التي أصبحت رمزاً لوحدة وترابط أبناء الخليج ونافذة يطل منها العالم على هذا الجزء المهم من العالم، والأجمل أن يشعر كل الخليجيين أن دورة كأس الخليج رمز لما هو أهم من فوز أو خسارة، فهي لوحة معبرة بصدق عن (خليجنا واحد ودربنا واحد).
أشياء ..... وأشياء
* من مكتسبات دورة كأس الخليج تحقيق منتخب الكويت لكأس الأمم الآسيوية 1980 وحصول السعودية على اللقب القاري ثلاث مرات.
* ومن مكاسبها وصول منتخب الكويت ومنتخب الإمارات ومنتخب السعودية لنهائيات كأس العالم منها وصول السعودية أربع مرات متتالية كرقم آسيوي وعربي.
* تزداد دورة كأس الخليج حضوراً جماهيرياً لو توفرت شبكة قطارات تربط بين عواصم ومدن دول المنطقة.
* وتزداد روعة لو تغيرت أزمنتها بحيث تقام في أوقات الصيف للدول التي يساعد مناخها على ذلك، ففي السعودية (مدن أبها والطائف والباحة ) وفي عمان مدينة صلالة.
* كأس العالم قدمه كفكرة الفرنسي جول ريميه ونفذت الفكرة الأرجواي عام 1930 وفازت بأول لقب على حساب الأرجنتين.
* وكأس القارات قدمها فقيد الرياضة العربية الأمير فيصل بن فهد ونفذتها السعودية في نسخها الثلاث الأولى 93و95و1997 ثم اعتمدها الاتحاد الدولي ضمن رزنامته الرسمية بعد نجاحاتها الهائلة.
* أقيمت أول بطولة للقارات بعد اعتمادها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم في نسختها الرابعة في المكسيك.
* أصبحت بطولة القارات مقياساً للاتحاد الدولي لمدى كفاءة الدول التي تستضيف مونديال كأس العالم حيث أقيمت نسختها السابقة في ألمانيا صيف 2005 قبل استضافة كأس العالم 2006.
* وستقام النسخة المقبلة صيف هذا العام في جنوب أفريقيا وعلى ضوء الحدث يتحدد مدى صلاحية أقامة كأس العالم في جنوب أفريقيا صيف 2010.
* كأس دورة الخليج قدمها كفكرة الأمير خالد الفيصل ونفذت نسختها الأولى البحرين 1970 وهذا كلام للتاريخ الذي لا يكذب ولا يتجمل.
* ستظل دورة كأس الخليج رمزاً للخليجيين ولها نكهتها وأجواؤها الخلابة ولكنها تحتاج لبهارات وبعض التحسينات لكي لا تتحول إلى تراث من الماضي.
* ارتكبت الأسبوع الماضي غلطة فادحة حيث استشهدت بدعاء عن أحد السلف واتضح إن مخزوني الثقافي سيء للأسف فاسأل الله أن يغفر لي هذه الزلة الفادحة وشكراً لكل من تواصل معي لتصحيح هذه الغلطة.
* منحت القيادة الرياضية بعد جولة الأمير نواف بن فيصل التاريخية كل الاتحادات الرياضية فرصة التطوير والتخطيط والتعاون مع أفضل المدارس وأفضل الدول في البرمجة والتخطيط.
* إذا وفر الاتحاديون لكالديرون مناخاً صحياً وحموه من صحافة المزاج الحاد فسيقدم لهم موسماً لن ينسوه أبداً.
* إدمان لاعبي الاتحاد على تعاطي الكروت الملونة وبطريقة ساذجة تكشف عقلية اللاعب الاتحادي الذي لا يجد محاسبة إدارية للأسف.
* فريق الاتحاد الكروي يتصدر مسابقتين محليتين ومن دون خسارة ومع هذا فتقريع الصحافة الاتحادية المحمومة للمدرب الداهية الذي لم يكشف كل أوراقة بعد لم يتوقف!!!!.
للتواصل alhammadi384@hotmail.com