سنمارس معكم لعبة الفروقات السبعة، ولا مانع أن تكون الفروقات الألف بين صورتين أطل على أبطالهما العام الجديد برأسه بين مكشر ومبتسم. أربعة أطفال ينظر لهم العالم نظرة أحادية وبعين عوراء، وبين الصورتين كان العالم وما زال مجرد مشاهد عادي يرصد الصور وتتلقفها وكالات الأنباء ب(خبر عاجل) أو طريف.
في الصورة الأولى طفلتان أراد أهلهما (تكديس) جسديهما فوق بعض ليشعر الجميع أننا (جسد واحد) بعد أن تحولت الطفلتان إلى (طيور الجنة) في غزة التي ملأ (بؤس) أهلها سمع الجميع وبصرهم، إنهما تتحملان كل المسؤولية لأنهما سكنتا (غزة) التي شهدت ألعاباً نارية منذ مطلع الأسبوع الماضي، وهما لم يعلما حتى (ماتتا) كيف تطرحان لمن حولهما الأسئلة المباحة بين كيف ولماذا وأين ومتى وهل.. كانتا مجرد رقم أضيف لسابقيهما ولم تلفتا انتباه أحد إلا بعد أن تحولتا إلى (جثتين) أثارتا شهية المصور لتكونا سبقاً صحفياً ليس إلا. الصورة الثانية لطفلين أمريكيين عاشا ليلة (انسلاخ) العام الماضي و(ولادة) عامهما الجديد محتفلين سعيدين لا يعلمان عن الصورة المجاورة لهما شيئاً.. إنها الحياة بلغت أزمتها (حلوق) الأطفال وأحداقهم.