Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/01/2009 G Issue 13246
السبت 06 محرم 1430   العدد  13246
الشيخ السديس في خطبة الجمعة:
ننادي من منبر المسجد الحرام باسم الشعوب الإسلامية وقفاً فورياً للإرهاب الصهيوني

 

مكة المكرمة - واس

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المسلمين بتقوى الله عزَّ وجلَّ وأن يستدركوا ما فات من التفريط والزلل وأن يرفوا بالطاعات والقربات كل خلل قبل فوات الأمل وانقضاء الأجل.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة في المسجد الحرام: (تتعاقب الأيام والليالي وتنمحي وتكر الأحقاب وتنتهي وتتصرم الأعوام وتنقضي وقد تجرع فيها أقوام أتراحاً ونهل آخرون أفراحاً وتلك مشيئة الباري في ملكوته وخلقه أمضاها لحكمة بالغة قضاها وفي مطلع عامنا الوليد الأغر جعله الله بارقة نصر وعز وتمكين لا تزال أمتنا الإسلامية رهينة الماسي والنكبات والشتات والجراحات بما يدك الأطواد ويرض لفائف الأكباد ويحمل هذا الواقع المر فئاما من المسلمين على الإدلاج في سراديب الإحباط ونصب أشرعتهم لرياح اليأس والقنوط تتقاذفهم صوب العناء وشطر الفناء).

وأضاف: (وعلى أثر تلك الفهوم الملبدة بالغيوم والتي سيطرت على كثير من المسلمين وأطروحات المحللين والمفكرين تعظم الحاجة لتصحيح قناعات في الأمة وتقويم ثقافة ملمة وتجلية قضية أكيدة مهمة ألا وهي قضية الأمل والتفاؤل وإقصاء القنوط ونبذ التضاؤل).

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: (ومن استنبأ حقائق النفس واستنطق خلجات الإنسان أدرك دونما عناء أن القنوط سدفة من حلك الظلام تعفي دون المسلم نور الكوى وتحطم إزاء أفقه الصوى وتهدم منه القدر والقوى وتجعله مفترسا للضياع والخمود ومرد ذلك ضحالة العلم وضمور الروح وتسطح النظرة وعوج الفطرة ويجمع ذلك ضعف البناء الإيماني في النفوس نعم إن اليأس من الإصلاح والارتقاء وبلوغ السؤدد رأي خاطل ومسلك دون هنيء الحياة باطل وكجيد عن لآلئ التفاؤل عاطل لذلك زجر القران الكريم عن هذه الصفة القاتمة المخلخلة وهذه القيمة البئيسة المزلزلة وحشر الموسومين بها في زمرة الضالين قال سبحانه: {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ}.وقال تعالى: {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }، وايم الله إن الشعور بالإحباط المطبق تمرد مبطن عن مقامات الخضوع والتسليم لحكمة اللطيف الخبير وسوء الظن بالبر الرحيم وما يدريك أيها اليائس القانط لعل المحنة في مطاوي المرغوب والخير كل الخير في فوات المحبوب).

وقال الدكتور عبدالرحمن السديس: (إن المحبطين عقيدة وروحا ووجدانا وسلوكا وفكرا وثقافة لا يرون الحياة المشرقة العالمة الوثابة الحالمة إلا دكناء سوداء مضرجة بدموع القنوط مكحولة بالضيق والأسى والفشل والشجى في حنادس الليل إذا سجى قد اعتامتهم جيوش اليأس وطوقتهم قوافل الإحباط وأبهضتهم كتائب الخور ونهشتهم مشاعر الانهزامية الزرية أجادوا القنوط والتقريع وأطفوا أنوار التفاؤل والتشجيع واكتفوا بالعيش على هامش الأمة في استثقال لأعباء التحدي والإبداع والتميز واستئناف التنافس الشريف والتفاني الأخاذ والمسؤولية المتألقة التي تنشر الخير والرحمة والهدى بين العباد).

وأضاف: (ألا أيها اليائسون المحبطون أروادا بأمتكم وأروادا ألا أيها المتشائمون القانطون حنانيكم بأنفسكم حنانيكم فما القلوب التي غمرتها آيات القرآن ونفحتها نسائم الإيمان وذلت لعظمة الديان واعتقدت حكمة المنان واهتدت لسيرة سيد ولد عدنان عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ما كانت تلك القلوب لتثبطها عن المعالي والعزة غوائل اليأس وتباريح الكروب أو تأخذها بالتبرم والتذمر والاستياس والتنمر {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}.

وقال: (أمة النصر الموعود والبطولة والصمود ولئن برح بالغير استمرار الصلف الصهيوني الحاقد بوحشيته وإجرامه على إخواننا الصامدين في غزة مسترسلا في رعوناته العدوانية البربرية وإبادته الجماعية منسلخا من أدنى المشاعر الإنسانية في تحد دميم لكل العهود والمواثيق الدولية إننا بإزاء هذا الطغيان والعدوان ننادي من منبر المسجد الحرام باسم الشعوب الإسلامية بالوقف الفوري العاجل لهذا الإرهاب الصهيوني الماكر وإدانة العدو الألد الغاشم عبر المجتمع الدولي وهيئاته العالمية ولا نقول في مزيد التفاؤل بقرب نصر الله إلا حسبنا الله ونعم الوكيل وهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير كما يهاب بالدول الإسلامية أن تستنفر لرفد إخوانهم في أرض الإسراء والمعراج بجميع صنوف العون والمواساة والضراعة إلى الله والإلحاح في الدعاء).

وأهاب فضيلته بأهالي غزة بالصبر والثبات فقال: (إخوة الإيمان أمة التفاؤل أهلنا وإخواننا في غزة أبشروا بالنصر والشموخ والعزة الله الله في الصبر والثبات إنه مع هذا الإعصار الجعضري الترق فإننا نؤمل الفرج بعد الشدة والحرج واليسر بعد الضيق والعسر ومن آلامنا نحقق آمالنا وأثر الهزيمة ينبلج النصر والعزيمة).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد