الرياض - عبدالرحمن السهلي
مرت السوق المالية السعودية خلال عام 2008م بأحداث وتطورات عديدة جعلت الكثير من المتداولين يسمون عام 2008م بعام التغيير الجوهري حيث بدأت عجلة التغيير بالدوران منذ مطلع العام وذلك بإعلان (تداول) عن البدء في نشرها لتقرير شهري يوضح نسب وأحجام تداولات الخليجيين والمقيمين في السوق المالية. تلا ذلك تطبيق هيكلة السوق الجديدة في 5-4-2008م حيث تم استحداث سبعة قطاعات جديدة ليصبح عدد قطاعات السوق خمسة عشر قطاعاً وأعيد توزيع الشركات المدرجة على هذه القطاعات حسب نشاطها الذي تمارسه، ورافق هيكلة القطاعات هيكلة مماثلة للمؤشرات حيث ارتفع عدد مؤشرات السوق إلى ستة عشر مؤشراً بدلاً من تسعة مؤشرات وتم احتساب المؤشر العام للسوق والمؤشرات القطاعية على أساس الأسهم (الحرة) المتاحة للتداول فقط، وعليه تم استبعاد حصص الصناديق الحكومية وبعض كبار الملاك من التأثير على المؤشر العام والمؤشرات القطاعية.
واستكمالاً لنهج الإفصاح والشفافية الذي تسعى هيئة السوق المالية لبثه بين جميع الأطراف قامت تداول ابتداء من 16- 8-2008م بعرض قوائم أسماء كبار الملاك في الشركات المدرجة على موقع تداول الإلكتروني بهدف تمكين المستثمرين من الاطلاع على أسماء جميع من يمتلك ما نسبته 5% أو أكبر من أسهم كل الشركات حسب سجلات مركز الإيداع لدى شركة تداول.
واستمراراً لجهود التطوير والتغيير أصدر مجلس هيئة السوق المالية قراره بتاريخ 18-8-2008م بالموافقة على إبرام (اتفاقيات المبادلة) بين شركات الوساطة المرخص لها وبين الأجانب غير المقيمين بالمملكة سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات مالية وذلك بهدف نقل المنافع الاقتصادية لأسهم الشركات السعودية المدرجة مع احتفاظ الأشخاص المرخص لهم بالملكية القانونية.
وفي 13-9-2008م قامت تداول بتغيير وحدة التذبذب السعري من 10% إلى ثلاث وحدات تذبذب هي (خمس هللات، عشر هللات، خمس وعشرون هللة) وذلك وفقاً لثلاثة نطاقات سعرية.
أما على صعيد الإدراجات الأولية في السوق فقد قامت الهيئة بطرح ثلاث عشرة شركة جديدة هي زين السعودية، بوبا للتأمين، إعادة التأمين، المتحدة للتأمين، مصرف الإنماء وهذه الشركات تم طرحها بالقيمة الاسمية أما الشركات التي تم طرحها بعلاوة إصدار فهي بترو رابغ، مجموعة المعجل، الصناعات الكيميائية الأساسية، أسواق العثيم، حلواني أخوان، معادن، استيراد الصناعية، كيمانول وكانت أعلى علاوة إصدار من نصيب شركة المعجل التي طرحت بقيمة اسمية عشرة ريالات وعلاوة إصدار ستين ريالاً.
ولعل من أبرز الأحداث التي تمت خلال عام 2008م فيما يخص الشركات المدرجة هي رفض مجلس إدارة هيئة السوق المالية لنشرتي إصدار صدق والشرقية للتنمية وموافقته على عودة شركة أنعام الدولية القابضة للتداول وفقاً لشروط خاصة.
وعلى الرغم من هذه التطورات الكبيرة في مجال عمليات التداول وآلياته والإفصاحات المرتبطة به إلا أن الظروف الاقتصادية العامية ألقت بظلالها على جميع الأسواق (أسواق النفط، أسواق العملات، أسواق المعادن، أسواق تبادل البضائع) بالإضافة إلى أسواق المال.
المحلل الاقتصادي محمد العمران يرى أن عام 2008م هو عام التغيير من المنظور الاقتصادي حيث انتهت فيه دورة اقتصادية صاعدة وبدأت فيه دورة اقتصادية جديدة مع ذلك فإن جهود هيئة السوق المالية لتطوير السوق هي جهود جيدة تسارعت خلال العامين الماضيين وستستمر خلال الأعوام القادمة بإذن الله.
وأضاف العمران أن عام 2008م سيبقى عاماً خالداً في أذهان الاقتصاديين نتيجة للآثار التي ستخلفها الأزمة الاقتصادية على جميع دول العالم وربما يبقى أثرها لعقود طويلة من الزمن.
جدول يوضح أبرز التطورات والأحداث التي شهدتها السوق المالية خلال 2008م
- تداول تبدأ بإصدار تقرير شهري يوضح تداولات الخليجيين والمقيمين في السوق المالية السعودية.
- البدء بعرض قوائم بأسماء كبار الملاك في الشركات المدرجة الذين تتعدى نسبة ملكيتهم 5%.
- هيكلة قطاعات السوق وارتفاعها إلى خمسة عشر قطاعاً وكذلك تغيير طريقة احتساب المؤشر (الأسهم القابلة للتداول).
- موافقة مجلس هيئة السوق المالية على البدء بعقد (اتفاقيات المبادلة) بين الأشخاص المرخص لهم والأجانب غير المقيمين.
- رفض نشرتي إصدار شركتي صدق والشرقية الزراعية من قبل الهيئة وإعادة أنعام القابضة للتداول بشروط خاصة.
- تطبيق وحدة التغيير السعري إلى (5، 10، 25) هللة أو ما يعرف بالنطاقات السعرية الثلاثة للتذبذب.