الرياض - حازم الشرقاوي
(ما بين التفاؤل المتزن والحذر المفرط) يرى المحللون والخبراء سوق الأسهم في عام 2009 بتفاؤل نتيجة وصول المؤشر إلى آخر قاع له بفقدانه نحو 56% من قيمته بما يوازي تريليون ريال، أما الحذر فيأتي نتيجة الخوف من ظهور نتائج الأزمة المالية العالمية وانخفاض أسعار النفط على المنطقة، وبخاصة دول الخليج التي تعتمد في 90% من دخلها على البترول.
ويبدأ سوق الأسهم اليوم أولى تداولاته في العام الجديد، ويتوقع أكثر المحللين تفاؤلاً في عام 2009 المحلل المالي يحيى عيسى أن يكون عام 2009 أفضل بكثير من 2008 مدللاً على ذلك بأن السوق استوعب كل التحديات والمشكلات الناتجة من الأزمة المالية العالمية في الربع الأخير من 2008 م، وقال يحيى عيسى: إن سوق الأسهم في المملكة ودول الخليج العربية قد وصل إلى مرحلة القاع، مشيراً إلى أن 4500 نقطة التي وصل لها السوق مع نهاية 2008 تساوي الـ 3000 نقطة في 2003 والتي كانت بداية لانطلاق السوق، ومثلما حدث في 1978 عندما وصل إلى 3000 نقطة، وكانت أيضاً بداية لانطلاق السوق.
وأشار عيسى إلى أن 4500 نقطة ستكون بداية انطلاق السوق في 2009 متوقعاً ارتفاع السوق ابتداءً من الربع الثاني من 2009 بنسب تتراوح ما بين 20% و25% وذلك لتأثره بنتائج أعمال شركات دول شرق آسيا وروسيا الاتحادية التي تعلن نتائجها مع نهاية مارس من كل عام، وقال: إن الشركات الآسيوية والروسية ستكون هي المحرك الرئيسي للأسواق في العالم، بما فيها سوقا الأسهم والسيارات، وأضاف أن السوق سيكون في حالة تذبذب وتأرجح ما بين الارتفاع والانخفاض خلال الربع الأول من 2009م. أما المحلل الحذر في 2009 فهد الفريان، المحلل وأحد كبار المستثمرين في سوق الأسهم في المملكة، فيتوقع استمرار السوق في النزيف الطويل، وأعاد ذلك إلى عدم الثقة المتوافرة لدى المستثمرين في السوق، وكذلك غياب جدولة الاكتتابات الأولية التي تطرح من وقت إلى آخر. وقال الفريان: لقد شهدت الاكتتابات الأولية في الفترة الماضية نوعاً من عدم الشفافية ومبالغة في علاوات الإصدار التي قادت السوق إلى هذا المنحنى الأخير بفقدانه أكثر من نصف قيمته مع نهاية 2008 ولا يستبعد الفريان أن يواصل السوق تذبذبه ونزيفه في عام 2009م. وتمنى الفريان أن يُطرح جدول بالاكتتابات الأولية قبل موعدها بستة أشهر، مع وضع ضوابط لعمليات الطرح؛ حتى يتم المحافظة على السيولة المتوافرة في السوق، وحتى يستعيد السوق ثقته.
فيما جاء الدكتور خالد الخضر الخبير المالي والاقتصادي بصورة متوازنة تجمع ما بين الحذر والتفاؤل وقال: يرى الكثير من المحللين والخبراء أن عام 2009 سيكون أكثر صعوبة من 2008 على كل الأصعدة المالية والاقتصادية، وما حدث في الربع الأخير من 2008 من انهيارات مالية سيلقي بظلاله في الأعوام المقبلة وخصوصاً في 2009 على كل المفاصل الاقتصادية. وقال: إن سوق الأسهم هو أحد المفاصل الاقتصادية المهمة التي ستتأثر بتلك الأزمة، وقد تأثر سوق الأسهم في المملكة بصورة مباشرة خلال العامين الماضيين مثل الأسواق العالمية.
وأشار إلى أن المملكة كانت ثاني سوق خليجي خسر ما نسبته 57% من قيمته السوقية بعد سوق دبي الذي فقد 72%من قيمته السوقية. وقال: إن سوق الأسهم السعودية سيتفاعل سلباً أو إيجاباً، بحسب ما تعكسه الأزمة المالية العالمية في 2009م.
وتمنى الخضر تطوير أدوات سوق المال ورفع نسبة الشفافية، وأن تكون الشركات المطروحة للاكتتاب ذات عوائد على السوق والمواطن، وأن يتم التعامل مع ذوي العلاقة أثناء الأزمة العالمية لتصحيح الأخطاء بما يصب في تفعيل النجاح.
وكانت سوق الأسهم السعودية قد فقدت تريليون ريال من قيمتها السوقية خلال عام 2008 لتبلغ 924 مليار ريال مقارنة بنحو 1.9 تريليون ريال عام 2007 وخسر المؤشر العام خلال 2008 ما مقداره 6235 نقطة، مسجلاً انخفاضاً نسبته 56.5 % وسط أداء سلبي لجميع قطاعات السوق دون استثناء، ليغلق مؤشر السوق في نهاية المطاف عند مستوى 4802.99 نقطة عقب ملامسته 11697.01 نقطة صعوداً 4264.56 نقطة هبوطاً. وامتدت السلبية إلى الصفقات المنفذة التي سقطت إلى مستوى 52.1 مليون صفقة مقارنة بـ65.6 مليوناً في 2007 بنسبة تراجع بلغت 20.6 في المئة.