الرياض - عبد الله الحصان
خسرت سوق الأسهم منذ بداية العام 2008 حتى الآن ما يزيد على 56% من قيمتها كما بلغت خسائر رسملة السوق حوالي 1042 مليار ريال .
وأكد محللون اقتصاديون أنّ 92% من المتعاملين في السوق هم من الأفراد ، وأن شريحة صغار المستثمرين تشكل ما نسبته 64%.. وهذه الشريحة تشكل نسبة كبيرة في المجتمع ولحقها الحجم الأكبر من الخسائر بشكل يفوق خسائر المؤسسات وكبار المستثمرين.
(الجزيرة) استشعرت دورها تجاه هذه الفئة وتحاول من خلال هذا الموضوع أن تسلط الضوء على اقتراحاتهم التي يرونها تجاه وضع السوق وحجم الخسائر التي تعرضوا لها خلال العام 2008م.
بداية قال المستثمر مروان الحديثي: لقد تعرضت لكثير من الخسائر جراء دخولي سوق الأسهم من غير إلمام مسبق بالأوضاع المالية لبعض الشركات المدرجة بالسوق قبل الدخول فيها وأرى أن المتسبب الرئيس في انخفاض قيمة السوق يعود في المقام الأول لثقافة المتداولين البسيطة حول كيفية التعامل مع سوق الأسهم.
وأضاف الحديثي: أن أهم الأسباب التي قد تخفف من آلامنا كمستثمرين هو زيادة الوعي لدينا بعد هذه التجارب المؤلمة، وبعد دخولنا دورات مجانية تتبناها هيئة السوق المالية وبصفة دورية بالإضافة إلى عدم الدخول العشوائي في الأسهم والابتعاد عن الإشاعات التي اعتبرها المسبب الرئيس لتدهور السوق وأنا أناشد الجهات الرسمية في سوق الأسهم بوضع سوق ثانوي وسوق رئيس ويكون السوق الرئيس للشركات ذات الربح العالي والسوق الثانوي للشركات المدرجه حديثاً والشركات التي لم تحقق من خلال قوائمها المالية أي أرباح والتي تواجه إشكالية في إدارة استثماراتها، ومن هذا الفصل سنتمكن نحن صغار المستثمرين من معرفة أي الشركات التي يجدر الاستثمار بها والعكس كوننا لسنا باقتصاديين ولا نعرف قراءة القوائم المالية أو غيرها، فعندما يعرف المستثمر أن هناك سوقاً رئيساً وجميع الشركات المدرجة فيه ذات عوائد سنوية مرتفعة وتحقق أرباحاً بصفة مستمرة عندها سوف يتغير مفهوم المستثمر ويقوم بانتقاء شركاته بعناية.
وطالب المستثمر الحديثي بضرورة تفعيل الدور المؤسساتي في سوق الأسهم كون الأفراد يشكّلون غالبية المتعاملين في سوق الأسهم ونسبه كبيرة من الأفراد يحملون فكراً مضاربياً بينما لو فُعِّل دور المؤسسات التي لا تشكل سوى نسبة متواضعة في السوق فعندها يتحول مفهوم التعامل في سوق الأسهم مضاربة إلى سوق استثماري وبهذا لا شك سيتحسن أداء سوق الأسهم السعودي.
من جانبه قال المستثمر سعيد القحطاني إنه لا يخفى على الجميع أن ما حدث لسوق الأسهم يُعد شيئاً خارجاً عن السيطرة من وجهة نظري على الصعيد المحلي والعالمي وهذا يشترك فيه الجميع (أفراداً وشركات وهيئة سوق ومسؤولين).. فالأفراد كانوا مغامرين بشكل ملحوظ ودخولهم للسوق من باب (معهم معهم..).. والشركات كانت لا تستحق أسعارها أبداً.. والهيئة تأتي بعد أن ينتهي كل شيء وتعاقب وتتخذ الإجراءات وقد وقع الفرد ضحية.. فهي مثلاً تعاقب المتسبب في رفع سهم شركة ما بأخذ غرامة مالية من أرباحه دون النظر في خسائر الأفراد.
أما ما حصل لي أنا كمستثمر أو متداول فقد وقعت أنا ضحية (تعليق أوامر البنوك أيام فبراير 2006) ولم يكن السبب عدم خروج من السوق.. لكني كشخص عاقل أقول: أسأل الله أن يجعل في كل أمر خيراً.. ونحن من يجلب المال وسوف نعوضه بغيره بحول الله.. وخسائري بلغت حوالي 60% تقريباً..
وحول وجود اقتراحات قد تخفف من الآلام التي تعرض لها المستثمرون قال القحطاني: أنا ومن واقع تجربة أنصح الجميع بالابتعاد عن متابعة السوق نهائياً لمن لا يجيد فن المضاربة..
فما حصل لم يكن في يوم أو يومين.. السوق ينزف من 3 سنوات.. ولن يعود أو تعود تلك الأسعار إلا بعد سنوات لا تقل عنها أو أكثر..
وليحاول كل فرد التجديد وبحث فرص دخل أخرى وإن كانت بسيطة (فنحن من يصنع المال وليس هو من يصنعنا..).
وحول ما يتطلعون إليه من الجهات المعنية أضاف القحطاني: أرجو من الجهات المعنية التدقيق على الشركات وعلى من يتحكم في رفع بعض الأسهم إلى حد الجنون بدون أي سبب.. وبعد ارتفاع السهم (بدون ذكر سهم معين) نسباً متتاليةً تصل إلى 80% تخرج الهيئة بإعلان عن عدم وجود أي خبر وأن ارتفاع السهم ليس له مبرر.. فما ذنب من دخلوا السهم في ارتفاعه ومن هو المسئول؟
فلو أن كل سهم يرتفع 20% مثلاً يتم استفسار الشركة عن الأسباب.. فإن وجد مبرر لذلك وإلا يعاد السهم لسعره قبل الارتفاع ويتم معاقبة الشركة.
من جانب آخر برر المستثمر فهد الضبيعي الانخفاض الحاد بالسوق بارتباطه بالأزمة المالية والعولمة الاقتصادية وأنهما أثرتا في السوق تأثيراً سلبياً، مضيفاً أن الفترة الحالية غير مناسبة بتاتاً للدخول في السوق.
وقال الضبيعي إن سوق الأسهم لن يتحسن مستواه إلا بعد إعلانات الربع الرابع للشركات المدرجة في السوق وتحديداً في قطاعي البنوك والبتروكيماويات، ولن أكون متفائلاً بنتائج الربع الأخير للشركات كونها مرتبطة مباشرة بأسعار النفط التي تمر بفترة انخفاض حاد على الرغم من خفض أوبك لإنتاجها بين فترة وأخرى.
وطالب الضبيعي في نهاية حديثة المستثمرين بتوخي الحذر والحيطة بتعاملاتهم في السوق والابتعاد عن الإشاعات التي تكثر في الآونة الأخيرة والتريث لحين إعلانات الربع الأخير للشركات.