لو افترضنا أن أحد الشعراء المعروفين نظم قصيدة في أحد رجال الأعمال المتخصصين في تجارة العقارات الثمينة وأوضح في قصيدته أن عمائر ذلك التاجر كثيرة ومميزة وتقع على شوارع فسيحة رأس بلك أو زاوية أو نظم آخر قصيدة في أحد ملاك المزارع الشاسعة وذكر فيها نوعية القمح والفواكه المزروعة وعدد الرشاشات المحورية أو نظم ثالث قصيدة في أحد أشهر ملاك محلات المجوهرات أو العطور أو أحد وكلاء استيراد السيارات الفخمة فماذا يقال عن هذا الشاعر سوى التندر واعتبار تلك القصائد من نوع الفكاهة أو النكت وطلب المادة ولو تمعنا في أغلب قصائد الشعراء المعاصرين في هذا العصر لوجدناها تصب في هذا المعنى وتقال في تجار من نوع آخر. |
ولكن محاولة للحصول على شيء من المادة والقصائد كثيرة وتعدد المادحون والهدف واحد وقد سمعت قبل أيام أحد الشعراء المعروفين يردد قصيدة في أحد رجال الأعمال ممن تخصصوا في مقاولات الطرق وكرر شطراً من قصيدته تلك قائلاً: |
له شهرة بالزفلته والمشاريع |
ويبدو أن الشعر في هذا الزمن وصل إلى مرحلة الحضيض أو قاع الازفلت أو الزفت لا فرق ولا يلام أصحاب المقام وممن يستحقون الشعر والمدح عندما سئموا من كثرة الشعر والشعراء وليت الشعراء الحقيقيون يحجمون أيضاً عن قوله ولو في استراحة محارب حتى يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض شعرياً. |
|
من شعر عبدالله بن حبيب التشيم يرحمه الله: |
لا صرت ملزوم للأحوال ناصي |
احسب حسابك من نهار القدومي |
الله يبيض وجهكم يا النماصي |
عساك يا راع الجمايل تدومي |
يفداك مذموم عن الطيب حاصي |
يزمر ورا الماصة تقل ديك رومي |
اسأل عن البذرة خبير اختصاصي |
الورد ينبت ورد والثوم ثومي |
|