في الوقت الذي سعدنا فيه ببوادر اهتمام الصحافة الرياضية بطرح القضايا الهامة التي تمس المقومات الرياضية وتستشرف أبعاد مستقبلنا الرياضي، وتستنطق الفكر الرياضي، وترصد الرؤى العلمية وتستقصي مرئيات نخبة متميزة من أصحاب العلم والممارسة في ميدان الرياضة والشباب. وذلك بعد أن سئمنا من موضوعات الإثارة الوقتية والطروحات السطحية..إذا بنا نفاجأ بصوت يقف في وجه تيار العمق الرياضي والفكر الموضوعي.. وللأسف يأتي هذا الصوت من صرح أكاديمي.. وبمبررات واهية لا تليق بأصحابها..
رئيس قسم التربية البدنية وعلوم الحركة في جامعة الملك سعود يتهم (الجزيرة) بتجاهل قسمه عندما نشرت (الجزيرة) موضوعاً قيماً وهاماً عن البحث العلمي في مجال الرياضة تحت عنوان: (متى تساير الرياضة الإيقاع العلمي؟!). وذلك رغم أن عضوي هيئة تدريس من قسمه شاركا في التحقيق؟!
ثم يأتي عضو هيئة تدريس آخر من نفس القسم ويعقب مهاجماً معد التحقيق الأستاذ خالد الدوس بأسلوب لا يليق بهما. وكأنهما يقولان: لماذا لم تأخذوا رأينا.. إذن نهاجمكم؟!
وقد يذهب البعض إلى تفسير ذلك بشعور ينظر إلى الأمر وكأنه لا يمكن أن يكون بدونهما؟! وإن إثماً عظيماً يرتكب في تجاوزهما؟!
ثم يذهب تعقيب الدكتور سعيد الرفاعي، عضو هيئة التدريس في القسم، إلى اتهام معد التحقيق بإقصاء من يحمل فكراً مختلفاً معه. بينما هذا غير صحيح، فلقد كان هناك اختلاف في بعض الآراء.. ثم إن الاقصاء يكون عندما يرد رأي مخالف ويتعمد معد الاستطلاع عدم نشره، وهذا لم يحدث؟
أما قوله إن هذا تحقيق (عمدي).. فهذا -علمياً- قول غير صحيح للأسباب التي ذكرتها أعلاه، بل حتى لو كان الجميع مؤيدين.. طالما لم تلغ آراء معارضة.. فإن ذلك - علمياً- لا غبار عليه.
على وجه العموم.. لا أود الخوض تفصيلاً في هذا الموضوع، ولكنني كنت أتمنى ببساطة أن يبعث الزميلان برؤيتهما إلى (الجزيرة) حتى بعد نشر التحقيق، وفي يقيني أن الجريدة كانت قد احتفت بذلك ونشرته بكل الاهتمام.
وذلك دونما حاجة إلى مهاجمة الجريدة والمحرر.. بل كنت أنتظر من الزميلين أن يسرا لنشر مثل هذه المواضيع ذات الطابع العلمي والفكري.. ويحرصا على التفاعل معها وتشجيعها.
وأخيراً للزميل الأستاذ خالد الدوس كل الشكر والتقدير على موضوعاته القيمة التي أرجو أن يستمر في اعدادها ونشرها.. وللزميلين القروني والرفاعي التقدير والاحترام.
د. عبد الإله ساعاتي
عميد كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر جامعة الملك عبد العزيز بجدة