لقد بلغت فوائض الميزانيات التراكمية (الخمسة أعوام) أكثر من (تريليون وأربعمائة مليار ريال)؛ وجاءت ميزانية المملكة لهذا العام بزيادة 65 ملياراً عن العام الماضي، باعتبار أن الميزانية التي أعلن عنها بالأمس تبلغ 475 مليار ريال، وقد قال مليكنا المفدى -حفظه الله- إن هذه الميزانية رغم الانخفاض الحاد في أسعار البترول تعزز البرامج التنموية وتوفر الفرص الوظيفية للمواطنين والمواطنات، وبالطبع هذه أخبار تفرح القلب وتبعث الطمأنينة لدى المواطنين وتعزز ثقة المواطن بقوة اقتصادنا الوطني (حماه الله من كل سوء وتقلبات أيضاً)، وقد وجه خادم الحرمين الشريفين باعتماد 225 مليار ريال لقطاع الخدمات الصحية، و19 ملياراً لقطاع النقل والاتصالات، كما شملت الميزانية مواصلة دعم برامج معالجة الفقر وغيرها من المشروعات الكبرى التي تعود على المواطن والوطن بالخير والرفاه كقطاع التعليم العام والعالي وتدريب القوى العاملة والعلوم والتقنية والبحث العلمي وبرامج الابتعاث الخارجي وغيرها من المشروعات، كل هذا رائع وجميل ويبعث على الفخر والشعور بالقوة والثبات والرسوخ في عالم تحضره رياح المخاوف الاقتصادية ويهدد بالجوع وانهيار الاقتصاديات القوية التقليدية في العالم والشركات العملاقة التي تعادل ميزانياتها ميزانيات دول قائمة، ولكن ما دامت سائر المشروعات مستمرة على أحسن ما يكون كبرنامج الابتعاث الخارجي الذي سيشكل فيما بعد رؤيتنا الحضارية، ونجاح هذا البرنامج التعليمي الناجز بتوجيه من مليكنا المفدى ونشاط القائمين عليه من الإخوة في التعليم العالي، إلا أن ما يهمنا هنا بعد فرحنا الكبير بهذا الخير الوفير هو أننا نرجو من الإخوة في سائر القطاعات التي ستنال حصة من الميزانيات أن تكون حسب ما يأمل والدنا وقائدنا المفدى وأن تحقق آمال أبنائه المواطنين، وخصوصاً فيما يخص الشئون الصحية؛ إذ إننا بحاجة ماسة إلى العديد من المستشفيات في مدينة الرياض التي تتضخم سكانياً يوماً بعد يوم ولم تعد المستشفيات تفي بغرض المواطنين والوافدين الذين لا يعملون بتلك القطاعات، خصوصاً مستشفى الحرس والمستشفى العسكري ومستشفى قوى الأمن.. أي أنه لم تبق أمامنا إلا مستشفى الشميسي.
بقي أن نهمس في أذن كل مسئول في وطننا الحبيب وما دامت الميزانية الجديدة ستوفر الفرص الوظيفية للمواطنين والمواطنات فنحن نسلط الضوء على فئة من شبابنا مازالوا يلهثون بحثاً عن الوظيفة وهم يحملون شهاداتهم، فما بالك بالشباب الذين مر بهم قطار التعليم ونزلوا منه في المرحلة المتوسطة أو الثانوية.. إنهم يجوبون الشوارع لا غير!!