أغويت قلبي بحب زائف.. فأبى |
وراح كي يمتطي خيل الهوى.. فكبا |
وقلت للعين: أشواقي تؤرقني |
فلتذرفي.. غير أن الدمع ما انسكبا |
فطرت للحرف.. عل الحرف يسعفني |
كي ينثر الحُبَّ ألواناً.. فما كتبا |
لما رأيت دموعي لا تطاوعني |
والحرف لا يكتوي.. والقلب مكتئبا |
آمنت أن الهوى من قبلها كذب |
كما غدا كل حُبًّ بعدها كذبا |
|
إني أحبك يا (ليلى).. فلا تسلي |
عن الفؤاد.. فقد أضرمته لهبا |
إني أحبك.. والخفاق تحرقه |
نار الغرام إذا ما زدتها حطبا |
إني أحبك.. والأشواق شاهدة |
وطيف عينيك يطوي الذكريات صبا |
سلي النجوم عن الأجفان ترقبها |
والبدر يضحك منها كلما اقتربا |
سلي الدجى وخيوط الفجر إذ طلعت |
سلي الكواكب والأفلاك والشهبا |
سلي الصبابة يا ليلى.. فقد نسجت |
فيها الحروف إذا كنت لها سببا |
سلي الدنا والربى عن عاشق وله |
قد ظن يوماً بأن الحب قد غربا |
عن شاعر لم يذق طعماً لأحرفه |
ولم يكن - قط - من كأس الهوى شربا |
سليهما عن وحيد سار مغتربا |
نحو الضياع وأمضى العمر مغتربا |
ليلى.. وتنشدها الأطيار أغنية |
فيزدهي الروض من تغريدها طربا |
ليلى.. وأشدو بها في كل قافية |
فيرقص الشعر مفتوناً ومضطربا |
ليلى.. وتحملها الأنسام غانية |
في هدأة الكون تهفو.. تنثر العجبا |
فيعزف الشوق ألحان الهوى حلماً |
في زورق الحب.. لا يشكو لنا التعبا |
|
يا عاذلي في الهوى.. مهلاً.. ففي كبدي |
جمر تلظى يحيل الصدر ملتهبا |
يا عاذلي.. هل رأيت البدر مكتملا |
يهدي إلى الكون سحراً يفتن السحبا؟ |
أم هل رأيت شعاع الشمس ترسله |
نحو الفضاء.. فيمسي لونه ذهبا؟ |
ما كل ذلك إلا بعض بسمتها |
فكيف إن ضحكت؟ أو أرخت الحجبا؟ |
ما كنت أعرف حباً قبل طلعتها |
واليوم أضحى فؤادي للغرام أبا |
ما طيف ذكراك يا ليلى سوى أمل |
أضحى سبيل الهوى من دونه خربا |
لن يرسم الشعر يا ليلى حكايتنا |
ولو أقام سنيناً يملأ الكتبا |
لن يكتب الحرف فصلا من روايتنا |
فالحب ليلى.. وحب العاشقين هبا |
|