Al Jazirah NewsPaper Thursday  25/12/2008 G Issue 13237
الخميس 27 ذو الحجة 1429   العدد  13237

(ليلى..)
عمر بن عبدالعزيز المحمود - الرياض

 

أغويت قلبي بحب زائف.. فأبى

وراح كي يمتطي خيل الهوى.. فكبا

وقلت للعين: أشواقي تؤرقني

فلتذرفي.. غير أن الدمع ما انسكبا

فطرت للحرف.. عل الحرف يسعفني

كي ينثر الحُبَّ ألواناً.. فما كتبا

لما رأيت دموعي لا تطاوعني

والحرف لا يكتوي.. والقلب مكتئبا

آمنت أن الهوى من قبلها كذب

كما غدا كل حُبًّ بعدها كذبا

* * *

إني أحبك يا (ليلى).. فلا تسلي

عن الفؤاد.. فقد أضرمته لهبا

إني أحبك.. والخفاق تحرقه

نار الغرام إذا ما زدتها حطبا

إني أحبك.. والأشواق شاهدة

وطيف عينيك يطوي الذكريات صبا

سلي النجوم عن الأجفان ترقبها

والبدر يضحك منها كلما اقتربا

سلي الدجى وخيوط الفجر إذ طلعت

سلي الكواكب والأفلاك والشهبا

سلي الصبابة يا ليلى.. فقد نسجت

فيها الحروف إذا كنت لها سببا

سلي الدنا والربى عن عاشق وله

قد ظن يوماً بأن الحب قد غربا

عن شاعر لم يذق طعماً لأحرفه

ولم يكن - قط - من كأس الهوى شربا

سليهما عن وحيد سار مغتربا

نحو الضياع وأمضى العمر مغتربا

ليلى.. وتنشدها الأطيار أغنية

فيزدهي الروض من تغريدها طربا

ليلى.. وأشدو بها في كل قافية

فيرقص الشعر مفتوناً ومضطربا

ليلى.. وتحملها الأنسام غانية

في هدأة الكون تهفو.. تنثر العجبا

فيعزف الشوق ألحان الهوى حلماً

في زورق الحب.. لا يشكو لنا التعبا

* * *

يا عاذلي في الهوى.. مهلاً.. ففي كبدي

جمر تلظى يحيل الصدر ملتهبا

يا عاذلي.. هل رأيت البدر مكتملا

يهدي إلى الكون سحراً يفتن السحبا؟

أم هل رأيت شعاع الشمس ترسله

نحو الفضاء.. فيمسي لونه ذهبا؟

ما كل ذلك إلا بعض بسمتها

فكيف إن ضحكت؟ أو أرخت الحجبا؟

ما كنت أعرف حباً قبل طلعتها

واليوم أضحى فؤادي للغرام أبا

ما طيف ذكراك يا ليلى سوى أمل

أضحى سبيل الهوى من دونه خربا

لن يرسم الشعر يا ليلى حكايتنا

ولو أقام سنيناً يملأ الكتبا

لن يكتب الحرف فصلا من روايتنا

فالحب ليلى.. وحب العاشقين هبا


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد