«الجزيرة» - محمد المنيف
صالح المحيني فنان من حائل استطاع أن يحقق له مساحة من الانتشار في الفن التشكيلي السعودي انطلاقاً من مكانته وشهرته في منطقة حائل ما جعله أحد رواد الفن التشكيلي فيها. يتعامل مع إبداعه بحساسية مرهفة يجمع فيها بين الشكل الظاهر عبر اللون والخطوط والإيحاء الشعري بين زوايا عناصر اللوحة. يقول عن مسيرته التشكيلية، أنها تكونت بعد جهد ومشوار طويل بدأت بسن مبكرة بالبحث والتجريب وتبلورت عند دراسته بمعهد التربية الفنية، وكان لابد من مواجهة صعوبات في ظل عدم وجود المحفز لهذا النشاط كإقامة المعارض التشكيلية والمسابقات الفنية في حائل التي كانت تقتصر على المعارض والمسابقات المدرسية. إلا أن إصراره وطموحه كان ملازماً له لحضور المعارض التشكيلية في الرياض، وكان لابد من السفر والمشاركة في المعارض التشكيلية التي تقام هناك لعدم وجود اتصال مباشر أو وسيلة لتوصيل الأعمال، كذلك عدم وجود المنافس في حائل أثر سلبياً في مسيرته الفنية. انطلقت تجاربه التشكيلية بالواقعية لأنها كما يقول أساس كل فنان وكذلك لقربها منه ومن الجمهور الذي هو بحاجة إليه في بداياته، إلا أن تطور وعيه بمفهوم الفن وارتقاء ثقافته غيرا أعماله إلى الرمزية والتجريدية. ولقناعته أن الفنان لا يمكن أن يخوض أي تجربه إلا بعد إجادة الواقعية التي دائماً تنعكس على أعماله غير الواقعيه، مشيراً إلى أنه ما زال يرسم الواقعية لإشباع رغبات في داخله خصوصاً موضوعات عن البيئة وعن المقناص بكثرة، وقال: لو سألتني عن آخر لوحة رسمتها لوجدتها واقعية. بهذه المقدمة يمكن لنا أن نستعرض ما تلقينا منه من إجابات على محاور حول إبداعه وعلاقته بالفن والفنانين وبمشروعاته التشكيلية التي يعتبر الملتقى الثالث من أبرزها.
التحرك خارج المحيط
عن سؤال حول قلة تحركه تجاه إقامة المعارض خارج منطقة حائل، قال المحيني: فعلاً أقمت معرضي الشخصي عام 1415هـ بحائل وقدمت فيه عدة تجارب كأي فنان يقيم معرضه الأول، ونويت إقامة معرضي الثاني خارج حائل وكنت جاهز لإقامته إلا أنني تراجعت لحرصي على تقديم ما هو أفضل رغم أن لدي دعوات من جهات مختلفة كما ذكرت لك عدم قناعاتي وأساليبي السابقة حاولت جاهداً أن أخوض بأساليب متعددة وخامات مختلفة حتى أصل إلى ما هو في بالي والآن بحمد الله سترى ما يسرك عما أقدمه في معرض شخصي أو مشاركات جماعية.
وعن رأيه حول موجة الفن الحديث التي أصبحت السائدة الآن وعن تأثيرها على المحيط المحلي وما ينقص الساحة المحلية.. قال: لابد من مواكبة التطور والفن الحديث مطلب ولكن بشرط أن لا يتعدى كونه نقلة تعكس ثقافة وتطور الفنان ببلده، إلا أنني أدرك تماماً أن من يلجأ للفن الحديث هو هروب من التعامل مع مدارس الواقعية.
مشيراً إلى أن ما ينقص الساحة المحلية في رأيه هو الدعم من القطاع الخاص والاهتمام بوجود صالات عرض قادرة على إيصال الفنان للمتلقي كذلك وجود متحف فني يخدم ويحفظ مسيرة الفن التشكيلي السعودي، وكلنا أمل وتفاؤل بوجود الجمعية التشكيلية السعودية التي نعلم مدى اهتمام من يقومون عليها بالتغلب على جميع الصعوبات وخدمة الفنان التشكيلي.
وعن ما تشكله الأمية التشكيلية من قبل الجمهور من معضلة أزلية كيف يمكن للفنانين القضاء عليها.. قال المحيني: الأمية لدى الجمهور تحتاج وقتاً طويلاً للقضاء عليها ابتداء من المدرسة في تعليم النشء، كذلك تثقيف المتلقي مع احترام الذائقة البصرية عند الجمهور مما يقدمه الفنان لأنه متى ما قدم الفنان الشيء الذي يتفاعل معه الجمهور.
وحول ما يتردد أن الفنان المحيني ينوي إقامة ملتقى تشكيلي بحائل قال: يشرفني أن استضيف الملتقى التشكيلي العربي الثالث في حائل في شهر أبريل القادم إن شاء الله لأكثر من ثلاثين فناناً من مختلف المناطق وبعض الدول العربية.
الملتقى يشتمل على ورشة وندوات تشكيلية وكذلك استعراض بعض تجارب الفنانين.
فكرة الملتقى.. بدأت في مرسم الفنان عبدالعظيم الضامن بالشرقية ثم في مرسم الفنان سعد العبيد بالرياض.
وهذا الملتقى سيكون نقلة في مسيرتي الفنية وكذلك يتيح فرصة التقاء الفنانين في حائل والمواهب الشابة بفنانين أصحاب تجارب وتبادل الخبرات معهم. وأتوقع إن شاء الله أن يكون هذا الملتقى ناجحاً لوجود زملائي الفنانين بحائل كما أطمع بالتعاون من القطاع الخاص والجهات ذات العلاقة التعاون لإنجاح هذا الملتقى خصوصاً من الهيئة العليا للسياحة بحائل.
وعن ماذا سيقدم الفنان المحيني للساحة في قادم الأيام وماذا عن جماعة حائل التشكيلية..؟ قال: سأقدم معرضي بأسلوب وتجارب مختلفة عما كانت عليه سابقاً، أما عن جماعة حائل فقد بدأنا بالعمل على تأسيسها وانضم إلينا نخبة من الفنانين والمواهب الشابة، وأدعو فناني وفنانات حائل للانضمام للجماعة لكي نؤسس قاعدة تساهم في رفع مستوى الفن التشكيلي بحائل.
وقفات سريعة
ماذا قال المحيني عن هذه الجهات المهمة في دعم الفن التشكيلي..
جمعية الثقافة والفنون بحائل، أمانة مدينة حائل، الإدارة العامة للتعليم؟
*الأولى لا أعرف مقرها.
* الثانية أقول لها أتمنى المساهمة في تجميل مدينتي.
* الثالثة لا يتعدى كوني معلماً للتربية الفنية بالمنطقة.
بطاقة الفنان
المحيني تحمل الكثير من الفعاليات والمناشط والمشاركات التي له فيها مكان ومكانة يمكن لنا أن نتعرف على بعض منها خلال هذه السيرة الذاتية للفنان..
- مواليد حائل 1385هـ- 1965م.
- يحمل دبلوم معهد التربية الفنية للمعلمين بالرياض، تلقى دورة في فن رسم الباستيل بدولة قطر على يد الفنان الفرنسي فرانسو مارتن1411هـ. يعمل مدرساً للتربية الفنية بإحدى مدارس منطقة حائل0 عضو مؤسس في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، عضو جماعة ألوان للفنون التشكيلية، له اهتمامات في الخط العربي.
- شارك في العديد من معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون.
- شارك في مختلف المعارض بحائل واعد ونظم العديد منها كما شارك في معارض جماعة ألوان للفنون التشكيلية.
- أقام معرضه الشخصي الأول بحائل عام 1415هـ.
- نال العديد من شهادات التقدير والميداليات في كثير من المناسبات.
- اختير ضمن كبار ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة الثامن بالجنادرية.
- كرم من قبل جمعية الثقافة والفنون بحائل ضمن نخبة من الرواد عام 1424هـ.
- له كثير من المقتنيات داخل المملكة وخارجها في كل من: المغرب - ماليزيا- الهند - مصر - قطر.