منذ أن ظهرت ملامح الفن التشكيلي تتشكل وتتضح معالمها والفنانون التشكيليون يبحثون عن أقرب السبل للاعتراف بهم رسمياً، وأن يشار إليهم بالبنان من خلال بطاقة يحملها كل منتمٍ لهذا الإبداع، ومرت السنوات الطويلة والفانون يتلقون الدعم والاهتمام ولكن دون وجود ما يشير إلى انتمائهم لجهة معينة كاعتراف رسمي بوجودهم، فبقوا في دائرة التفاعل والتعامل مع كل نشاط يدعون إليه بشكل عشوائي، ضاعت فيه حقوق الغالبية منهم من خلال فقدان أعمالهم أو تقديم فنانين على غيرهم عند المشاركات المتعددة منها تمثيل المملكة في الخارج أو مشاريع التجميل في الداخل إلى آخر المواقف أو القضايا، كل هذا الأمر نتج عن افتقاد المرجع أو الجهة التي يمكن لأي فنان الاعتماد عليها لحفظ حقوقه أو لفتح سبل تطوير إبداعه والتواصل مع الآخرين ومعرفة الجديد ومتابعة نشاطه المحلي، واليوم وبعد تأسيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية أصبح للفنان التشكيلي بطاقة رسمية تؤكد أهمية إبداعه وتوثق دوره في مسيرة الثقافة اللبنة الهامة في بناء حضارة الوطن، هذه البطاقة التي بدأت الجمعية في تقديمها للتشكيليين والتشكيليات من السعوديين والمقيمين كما جاء في تصنيفها وهي العضوية العاملة الخاصة بالسعوديين والعضوية المشاركة وتمنح للفنانين المقيمين والعضوية الشرفية لمن قدم ويقدم دعما للجمعية، هذه البطاقة يمكن للعضو الاستفادة منها في كل ما يتعلق بالفن التشكيلي الذي تتضمنه أهداف الجمعية في نظامها العام وهي كثيرة تصب في مصلحة الفنانين، والحقيقة أن هذه العضوية ستكون إجابة ملموسة ومحسوسة مقابل الأسئلة المطروحة دائما في الداخل والخارج (ما الذي يؤكد انك فنان تشكيلي) أو (إلى أي جهة تنتمي) أو (كيف يمكن لنا معرفة انك فنان تشكيلي يمكن التعامل معه أو إشراكه في عمل تشكيلي).
إلى هنا يمكن أن نقول إن ما تحقق للفنانين التشكيليين من اعتراف بهم عبر تأسيس جمعية تحمل اسم إبداعهم يستحق منهم التجاوب والتفاعل والدعم وهو ما بدأت الجمعية تتلمسه وتتلقاه من خلال الإقبال على العضوية وإرسال الاستمارات بعد تعبئتها وإرفاقها بمتطلبات التسجيل سيتم بعدها الإعلان عن منح البطاقة في حفل يجمع الأسرة التشكيلية.
أعود لأقول إننا كنا في كثير من المواقف نجد أنفسنا محرجين أمام الأصدقاء العرب والخليجيين ممن ينتمون لجمعيات أو نقابات أو اتحادات تشكيلية لعدم وجود ما يؤكد انتماءنا لهذا الإبداع مقارنة مع ما تحقق له من حضور ومساهمة كبيرة في سياق الفعاليات الثقافية محلياً ودولياً ولكن بلا هوية أو وثيقة للمبدعين فيه.
هذا التوجه وهذا الاحتفاء الرسمي بالإبداع البصري شمل إخوة الرحم الثقافي من المسرحيين والفوتوغرافيين وقريبا الخطاطين وبهذا تبدأ المنافسة الرائعة بين هذه الجمعيات وبين كثافة المنتسبين إليها والداعمين لها.
MONIF@HOT MAIL.COM