لي همومي وتطلعاتي ولي رؤياي التي أتبين من خلالها الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ولا أستخدم الطرق (الثعالبية) الملتوية في الحصول على احتياجاتي ومرادي، ولا أجيد الطرق الوحشية المتعسفة في اغتصاب الأشياء وامتلاكها، ولا أحب الانزواء بعيدا عن الناس أو أن اتخذ صومعة نائية تحتويني لوحدي، وأفضل أن لا أحشر أنفي في معمعة النفاق والكذب والبهتان، ولا أرضى أن أضع الناس في خانات الرفوف المنسية، ولا أحب النكد والفقر والحاجة والخفة في الميزان،، ولا أعول على أحد في قضاء احتياجاتي، أو أن اجلس ك(التنابلة) الكسالى تحت الأشجار الدانية فاتحين أفواههم منتظرين أن تسقط الأشجار اليانعة في أفواههم الفاغرة الأشداق شيئا من الثمار الرطبة، وأحب أن أمشي على أرض تقلني وسماء تظلني، وأحب، أوازر الآخرين وأعينهم بقدر الاستطاعة والمقدرة، ولا أحب أن أتوسل بالآخرين من أجل الحصول على هدف أو غاية أو غنيمة أو مكسب دنيوي، وأحب الأطفال جدا لأنهم الأمل الوحيد الكبير والنقي وأتباهى برفقتهم والسير معهم والتحدث إليهم وملاطفتهم، وأكره الانانية والحقد والحسد والبغضاء، ولا أحب الظلم والجبروت والدكتاتورية وأكل حقوق الناس وظلمهم بالباطل، وأحب شمس النهار، وأمقت الليل الداكن بلا نجوم، وأحب الصبر والتصابر، وأحب أن أكتب عن معاناة الآخرين لتوضيح وتبيان مآسيهم ومعاناتهم وآلامهم وجروحهم ليتخذها الآخرين عبره، وأكره الدخلاء والطفيليين والمرتزقة والكذابين الأشرار وأصحاب الهوى، وأكره زبى السيل وزبد البحر وطمي الأنهار والمستنقعات والطحالب ورائحة العفونة، وأمقت المتندرين والمتخذين من أنفسهم معلمين ومرشدين ومقومين وراصدي عورات الناس والمتتبعين لها، وأكره الذين يعطون ومن ثم يشحون، واكره الفتنة والتحريض والعصيان والتفنن في ابتكار وبث أساليب الإشاعة، وأكره الفساد الروحي والفساد المادي والفساد الإداري، وأحب الوضوح في الأشياء والتنمية والابتكار والتفاعل وقبول الأفكار الجميلة والصالحة، ولا أحب الروايات البوليسية ولا روايات الجريمة ولا أفلام (الأكشن) وأكره الخطيئة وأحب الفضيلة وأمقت أسلوب التهديد والوعد والوعيد، وأحب أسلوب التيسير والتلطف والتودد، وأحب أن أتعامل مع الحياة بجمالية مطلقة، وأحب الامتدادات الفكرية الخصبة في النماء والخصبة في العطاء الإنساني وأستلهم الرمز في مكانته وفي معناه، وأحب المفردات الفلكلورية ذات المسحة البسيطة والمليئة بالعبق التراثي الحضاري لوطني وأمتي، وأحب السلام والدعة والطمأنينة، وأكره الحرب والدمار وخراب الديار، وأكره الذين يستخدمون كل الأساليب والوسائل الدنيئة ورفع الشعارات الكاذبة للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم المريضة، وأحب أن آخذ بزمام المبادرة بنفسي دون إيحاء من الآخرين، وأن أحك جلدي بظفري، وأحب الغيوم وهطول الأمطار وفيضان الأودية والشعاب ورائحة الأعشاب والنباتات البرية، وأحب صفاء الصحراء ونقاء جوها، وأمقت (سوافي) الرمال ولون الغبار ورائحة ثاني أكسيد الكربون وأدخنة المصانع وملوثات البيئة، وأحب هدوء البحر وأتلذذ بمنظره وبالسفن الكبيرة والصغيرة تمخر عبابه لكنني أكره هيجانه، وأحب مبادئ الحق والعدل والمساواة لأنها أهداف براقة وبهية وفاضلة وشريفة وغاية في النبل، وأحب دوما أن أغسل روحي وقلبي بذكر الله وان أطهرهما بما لحق بهما من أدران، وأحب أن أمد يدي دائما وأبدا للسماء فهي أقرب إلي من حبل الوريد ومن الوصوليين والأدعياء والمنافقين وأصحاب الغايات الذاتية القصيرة المدى السيئة والرديئة.
ranazi@umc.com.sa